والغلمان في أثر الحسين فلحقوه وقد عبر بأصحابه وأثقاله واديا وهو واقف يريد العبور في خمسين فارسا ومعه العماريات فكابرهم حتى أخذوه أسيرا وسلم عياله وأخذ ابنه أبو الصقر أسيرا فلما رأى الأكراد هذا عطفوا على العسكر فنهبوه وهرب ابنه حمزة وابن أخيه أبو الغطريف ومعهما مال ففطن بهما عامل آمد وكان العامل سيما غلام نصر الحاجب فأخذ ما معهما من المال وحبسهما ثم ذكر إن أبا الغطريف مات في الحبس فأخذ رأسه وكان الظفر بحسين بن حمدان يوم الخميس للنصف من شعبان ورحل مونس يريد بغداد ومعه الحسين بن حمدان واخوته على مثل سبيله وأكثر أهله فصير الحسين على جمل مصلوبا على نقنق وتحته كرسي ويدير النقنق رجل فيدور الحسين من موقفه يمينا وشمالا وعليه دراعة ديباج سابغة قد غطت الرجل الذي يدير النقنق ما يراه أحد وابنه الذي كان هرب من مدينة السلام أبو الصقر قد حمل بين يديه على جمل وعليه قباء ديباج وبرنس وكان قد امتنع من وضع البرنس على رأسه فقال له الحسين ألبسه يا بنى فان أباك البس البرانس أكثر هؤلاء الذين تراهم وأومأ إلى القتال وجماعة من الصفارية ونصبت القباب بباب الطاق وركب أبو العباس محمد بن المقتدر بالله وبين يديه نصر الحاجب ومعه الحربة وخلفه مونس وعلي بن عيسى وأخوه الحسين خلف جملة عظيمة عليهم السواد في جملة الجيش ولما صار الحسين بسوق يحيى قال له رجل من الهاشميين الحمد لله الذي أمكن منك فقال له الحسين والله لقد امتلأت صناديقي من الخلع والألوية وأفنيت أعداء الدولة وإنما أصارني إلى هذا الخوف على نفسي وما الذي نزل بي إلا دون ما سينزل بالسلطان إذا فقد من أوليائه مثلي وبلغ الدار ووقف بين يدي المقتدر بالله ثم سلم إلى نذير الحرمي فحبسه في حجرة من الدار وشغب الغلمان والرجالة يطلبون الزيادة ومنعوا من الدخول على مونس أو على أحد من القواد ومضوا إلى دار علي بن عيسى الوزير فأحرقوا بابه وذبحوا في اصطبله دوابه وعسكروا بالمصلى ثم سفر بالامر بينهم فدخلوا واعترفوا بخطئهم وكان الغلمان سبعمائة وكان الرجالة خلقا كثيرا فوعدهم مونس الزيادة فزيدوا شيئا يسيرا
(٤٠)