الدار وقتل منهم نفر فركب أحمد بن خاقان وتوسط أمرهم وضمن لهم ما يصلحهم * وفى ثمان خلون من رجب نقب الحسين بن القاسم في الدار الحاجبين نقبا أخرج منه غلمانه وأراد الخروج بنفسه ففطن به وقبض عليه وحدر إلى البصرة ذكر مسير مونس إلى بغداد وقتل المقتدر ولما كثر عند مونس من استأمن إليه من قواد العراق ورجال الخليفة وبلغه الاضطراب بها وأنس إلى الوزير الفضل بن جعفر لما كان عليه من ترك المطالبة للناس ودارت بين مونس وبين الوزير مكاتبات ورجا الوزير أن يصلح الأحوال بمجئ مونس ويتأيد به على قمع المفسدين ويتمكن بحضوره من صلاح أمور الخليفة التي قد اضطربت فراسل مونسا في القدوم ورغبه في الصلاح وجنح مونس إلى ذلك ورغب فيه ورجا ما لم يعنه المقدار عليه فخرج مونس من الموصل يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة بقيت من شوال بعد أن ضم إلى نفسه قواده ورجاله وقلد من وثق به الموصل ونصيبين وبعربايا وسائر الأعمال في تلك الناحية فلما انتهى مونس إلى البردان خرج إليه القواد وغيرهم مستأمنين إليه مثل مفلح وبدر الحمال وأبو علي كاتب بشر الأفشيني وابن هود وجماعة وبقى الغلمان الحجرية على الوزير وابن الخال في الشعيبي يطالبونهما بالمال والزيادة لما علموا به من إقبال مونس وكتب مونس إلى المقتدر كتبا يقول فيها لست بعاص لأمير المؤمنين ولأشققت عصاه وإنما تنحيت عنه لمطالبة أعدائي لي عنده وقد جئت إلى بابه برجاله وليس مذهبي الفتن ولا إراقة الدماء وقد بلغني أن مولاي يحمل على محاربتي ولاحظ في ذلك للفريقين بل فيه الشتات والفرقة وذهاب العدد وحدوث البلاء وفناء الرجال فيأمره مولاي للجند الذين معي بأرزاقهم فتدفع إليهم ثم يصيرون إليه وتطيب نفوسهم عليه فأصغى المقتدر إلى قوله وسر به وقيل إنه اصطبح في داره واصطبح مفلح وابن الخال في دورهما سرورا بذلك ثم قال للمقتدر ابنا رائق وياقوت ومفلح وغيرهم ممن كان يكره مونسا ولا يريد رجوعه هذا عجز منك ونقص بك ولعلها حيلة عليك وخدعة
(١٢٢)