يقول يلزمني كل سنة في الحج نفقة غير ما أصرفه في أبواب البر خمسة آلاف دينار (وفيها) مات أبو الأغر السلمي فجاءة لسبع خلون من ذي الحجة قال نصف النهار بعد أن تغدى ثم حرك للصلاة فوجد ميتا (وأقام الحج للناس) في هذه السنة الفضل بن عبد الملك الهاشمي ثم دخلت سنة 304 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس وفى المحرم من هذه السنة ورد كتاب صاحب البريد بكرمان يذكر أن خالد بن محمد الشعراني المعروف بأبي يزيد وكان علي بن عيسى الوزير ولاه الخراج بكرمان وسجستان خالف على السلطان ودعى أميرا وجمع الناس إلى نفسه وضمن لهم الأموال على أن ينهضوا معه لمحاربة بدر الحمامي صاحب فارس وضمن لقواد كانوا معه مالا عظيما وعجل لهم منه بعضه حتى اجتمع له نحو عشرة آلاف فارس وراجل وكان ضعيف الرأي ناقص القريحة فكتب المقتدر إلى بدر الحمامي في إنفاذ جيش إليه ومعاجلته فوجه إليه بدر قائدا من قواده يعرف بدرك وضم إليه من جنده ورجال فارس عسكرا كثيرا وكتب بدر قبل إنفاذ الجيش إلى أبى يزيد الشعراني يرغبه في الطاعة ويتضن له العافية مع الانهاض في المنزلة وخوفه وبال المعصية فجاوبه أبو يزيد والله ما أخافك لانى فتحت المصحف فبدر إلى منه قول الله عز وجل " لا تخاف دركا ولا تخشى " ومع ذلك ففي طالعي كوكب بيبانى لابد أن يبلغني غاية ما أريد فأنفذ بدر الجيش إليه وحوصر حتى أخذ أسيرا فقيلت فيه أشعار منها يا أبا يزيد قائل البهتان * لا تغترر بالكوكب البيبانى وأعلم بأن القتل غاية جاهل * باع الهدى بالغى والعصيان قد كنت بالسلطان عالي رتبة * من ذا الذي أغراك بالسلطان ثم أتى الخبر بأن أبا يزيد هذا مات في طريقه فحمل رأسه إلى مدينة السلام ونصب على سور السجن الجديد وعزل يمن الطولوني عن إمارة البصرة ووليها
(٤٢)