صاحب شرطة بغداد غلمانا كثيرا في طيارات وتقدم إليهم ألا يتركوا رجلا يعبر من جانب إلى جانب إلا قتلوه ولا ملاحا يجيز أحدهم إلا رموه بالنشاب وأخافوه ومنعوا من عبور الجسر وألح عليهم بالطلب ونودي فيهم ألا يبقى منهم أحد وأعانت عليهم العامة وانطلقت فيهم الأيدي فلم يجتمع منهم اثنان وحظر عليهم ألا يخرجوا إلى الكوفة والبصرة والأهواز فتخطفوا في كل وجه وأميحوا بكل مكان فهل ترى لهم من باقية وقصد الفرسان مع العامة إلى الموضع الذي كان فيه مستقر السودان بباب عمار فنهبوهم وأحرقوا منازلهم فطلبوا الأمان وسألوا الصفح فرفع عنهم القتل وحبس منهم الوجوه وأسقطت عنهم الجرايات وكتب الوزير محمد بن علي بن مقلة فيهم نسخة أنفذت إلى القواد والعمال وهى (بسم الله الرحمن الرحيم) قد جرى أعزك الله من أمر الرجالة المصافية بالحضرة ما قد اتصل بك وعرفت جملته وتفصيله وجهته وسبيله وقد خار الله عز وجل لسيدنا أمير المؤمنين وللناس بعده بما تهيأ من قمعهم وردعهم خيرة ظاهرة متصلة بالكفاية الشاملة التامة بمن الله وفضله ولم ير سيدنا أيده الله استصلاح أحد من هذه العصبة إلا السودان فإنهم كانوا أخف جناية وأيسر جريرة فرأى أعلى الله رأيه إقرارهم على أرزاقهم القديمة وتصفيتهم بالعرض على المحنة لعلمه أن العساكر لابدلها من رجالة وأمر أعلى الله أمره أن يستخدم بحضرته من تؤمن بائقته وتخف مؤنته وترجى استقامته وبالله ثقة أمير المؤمنين وتوفيقه وقبلك وقبل مثلك رجالة أنت أعلم بمن مرضت طاعته منهم ومن يعود إلى صحة وصلاح فان قنع من ترضاه منهم بأصل الجاري عليه فتمسك به وأقره على جاريه ومن رأيت الاستبدال به فأمره إليك والله المستعان ذكر صرف ابن مقلة عن الوزارة وولاية ابن مخلد وفى جمادى الأولى يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة بقيت منه صرف محمد بن علي ابن مقلة عن الوزارة ووكل به في الدار وحبس فيها وأحضر محمد بن ياقوت صاحب الشرطة أبا القاسم سليمان بن الحسن بن مخلد فوصل إلى الخليفة وقلده وزارته وخلع
(١٠٤)