من شهر ربيع الأول (وفيها) خالف سبكرى والتوى بما عليه فندب لمحاربته وصيف كأمه غلام الموفق وشخص معه وجوه القواد وفيهم الحسين بن حمدان وبدر غلام النوشري وبدر الكبير المعروف بالحمامي فواقعوا سبكرى في باب شيراز وهزموه وأسروا القتال صاحبه وهرب بعض قواده عنه وفتق عسكره بماله وأثقاله إلى ناحية كرمان وورد الخبر بأن سبكرى أسر وكان الذي أسره سيمجور غلام أحمد ابن إسماعيل ثم قدم وصيف كأمه بالقتال صاحب سبكرى فأدخل على فيل وعليه برنس طويل وبين يديه ثلاثة عشر أسيرا على الجمال وعليهم دراريع وبرانس من ديباج فخلع على وصيف وسور وطوق بطوق ذهب منظوم بجوهر ثم دخل سبكرى وحضر دخوله الوزير ابن الفرات وسائر القواد يوم الاثنين لاحدى عشرة ليلة بقيت من شوال وكان قد حمل على فيل وشهر ببرنس طويل وبين يديه الكرك ومن يضرب بالصنوج وخلفه الليث بن علي على فيل آخر فخلع على ابن الفرات وحمل وكان يوما مشهودا وحدث محمد بن يحيى الصولي أنه شهد هذا اليوم قال فتذكرت فيه حديثا كان حدثناه صافي الحرمي يوم بويع فيه المقتدر بالله قال صافي رأيت الخليفة المقتدر بالله وهو صبي في حجر المعتضد والمعتضد ينظر في دفتر كان كثيرا ما ينظر فيه وهو يضرب على كتف المقتدر ويقول له كأني بملوك فارس قد أدخلوا إليك على الفيلة والجمال عليهم البرانس وكان صافي يوم بيعة المقتدر يحدث بهذا ويدعو إلى الله أن يحقق هذا القول (وفيها) وردت على المقتدر هدايا من خراسان أنفذها إليه أحمد بن إسماعيل بن أحمد فيها غلمان على دوابهم وخيولهم وثياب ومسك كثير وبزاة وسمور وطرائف لم يعهد بمثلها فيها أهدى من قبل (وفيها) جلس ابن الفرات الوزير لكتاب العطاء فحاسبهم وأشرف لهم على خيانة نحو مائة ألف دينار فورى عن الامر قليلا إذ كان كتابه منهم واستخرج ما وجد من المال في رفق وستر * وفى جمادى الآخرة من هذا العام فلج عبد الله بن علي بن أبي الشوارب القاضي فأمر المقتدر ابنه محمد بن عبد الله يتولى أمور الناس خليفة لأبيه حتى يظهر حاله وما يكون من علته فنظر كما كان
(٢٥)