أبى الفضل جعفر فصح عنده أنه بالغ فأحضر القضاة وأشهدهم بأنه قد جعل العهد إليه من بعده ذكر وفاة المكتفى ومات المكتفى بالله علي بن أحمد ليلة الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة 295 ودفن يوم الاثنين في دار محمد بن عبد الله بن طاهر وكانت خلافته ست سنين وتسعة عشر يوما وكان يوم توفى ابن اثنتين وثلاثين سنة وكان ولد سنة 264 وكنيته أبو محمد وأمه أم ولد تركية وكان جميلا رقيق اللون حسن الشعر وافر اللحية وولد أبا القاسم عبد الله المستكفى ومحمد أبا أحمد والعباس وعبد الملك وعيسى وعبد الصمد والفضل وجعفرا وموسى وأم محمد وأم الفضل وأم سلمة وأم العباس وأمة العزيز وأسماء وسارة وأمة الواحد قال وكان جعفر بن المعتضد بدار ابن طاهر التي هي مستقر أولاد الخلفاء فتوجه فيه صافي الحرمي لساعتين بقيتا من ليلة الأحد وأحضره القصر وقد كان العباس بن الحسن فارق صافيا عن أن يجئ بالمقتدر إلى داره التي كان يسكنها على دجلة لينحدر به معه إلى القصر فعرج به صافي عن دار العباس إذ خاف حيلة تستعمل عليه وعد ذلك من حزم صافي وعقله ذكر خلافة المقتدر وفيها بويع جعفر بن أحمد المقتدر يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة 295 وهو يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة وأحد وعشرين يوما وكان مولده يوم الجمعة لثمان بقين من شهر رمضان من سنة 282 وكنيته أبو الفضل وأمه أم ولد يقال لها شغب وكانت البيعة للمقتدر في القصر المعروف بالحسنى فلما دخله ورأى السرير منصوبا أمر بحصير صلاة فبسط له وصلى أربع ركعات وما زال يرفع صوته بالاستخارة ثم جلس على السرير وبايعه الناس ودارت البيعة على يدي صافي الحرمي وفاتك المعتضدي وحضر العباس بن الحسن الوزير وابنه أحمد حتى تمت البيعة ثم غسل المكتفى ودفن في موضع من دار محمد بن عبد الله بن
(١٦)