مخلفيه من العين مائة ألف دينار واستكتبت السيدة أحمد بن عبيد الله بن أحمد ابن الخصيب بعده وكان يكتب لثمل قهرمانتها فضبط الامر ضبطا شديدا وحمد أثره فيه * وأقام الحج للناس في هذه السنة أحمد بن العباس الهاشمي ثم دخلت سنة 308 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس فيها ورد مونس الخادم مصر يوم الخميس لأربع خلون من المحرم وكان المقتدر قد وجهه إليها لمحاربة الشيعة بها على ما تقدم ذكره في العام قبله فألفى مونس أبا القاسم الشيعي مضطربا بالفيوم فخرج القضاة والقواد ووجوه أهل مصر إلى مونس ونزل خارج المدينة واجتبى أبو القاسم خراج الفيوم وضياع مصر ودفع مونس أرزاق الجند من أموال مصر وباع بعض ضياعها فيما أعطاهم وضم مونس الجيوش إليه وقويت بذلك نفوس أهل مصر وجرت بين أبى القاسم الشيعي وبين أهل مصر مكاتبات وأشعار بعث بها مونس إلى الخليفة وفيها توبيخ لهم وتحامل عليهم وسب كثير تركنا ذكره لما فيه وقد اجتلبنا بعضها ما لم يكن فيه كبير رفث وكذلك ما فعلنا في الجواب وأول شعر الشيعي أيا أهل شرق الله زالت حلومكم * أم اختدعت من قلة الفهم والأدب صلاتكم مع من وحجكم بمن * وغزوكم فيمن أجيبوا بلا كذب صلاتكم والحج والغزو ويلكم * بشراب خمر عاكفين على الريب ألا إن حد السيف أشفى لذي الوصب * وأحرى بنيل الحق يوما إذا طلب ألم ترني بعت الرفاهة بالسرى * وقمت بأمر الله حقا كما وجب صبرت وفى الصبر النجاح وربما * تعجل ذو رأى فأخطأ ولم يصب إلى أن أراد الله إعزاز دينه * فقمت بأمر الله قومة محتسب وناديت أهل الغرب دعوة واثق * برب كريم من تولاه لم يخب
(٥٦)