جماعة من أهله وتقييده إياهم وحبسه لهم في دار ابن طاهر وذلك أنه صار بعض أقربائه فيما ذكر إلى عبيد الله بن سليمان فأعلمه أن محمدا على الهرب في جماعة من أصحابه وأهله فكتب بذلك عبيد الله إلى المعتضد فكتب إليه المعتضد يأمره بالقبض عليه ففعل ذلك يوم الأربعاء لأربع خلون من المحرم منها * وفى هذا الشهر من هذه السنة ورد كتاب أبى الأغر على السلطان أن طيئا تجمعت له وحشدوا واستعانوا بمن قدروا عليه من الاعراب واعترضوا قافلة الحاج فواقعوهم لما جاوزوا المعدن منصرفين إلى مدينة السلام من مكة ببضعة عشر ميلا وأقبل إليهم فرسان الاعراب ورجالتهم ومعهم بيوتهم وحرمهم وإبلهم وكانت رجالتهم أكثر من ثلاثة آلاف فالتحمت الحرب بينهم ولم تزل الحرب بينهم يومهم أجمع وهو يوم الخميس لثلاث بقين من ذي الحجة فلما جنهم الليل باينوهم فلما أصبحوا غادوهم الحرب غداة يوم الجمعة إلى حين انتصاف النهار ثم أنزل الله النصر على أوليائه وولى الاعراب منهزمين فما اجتمعوا بعد تفرقهم وأنه سار هو وجميع الحاج سالمين وأنفذ كتابه مع سعيد بن الأصفر بن عبد الاعلى وهو أحد وجوه بنى عمه والمتولي كان للقبض على صالح بن مدرك * وفى يوم السبت لثلاث بقين من المحرم وافى أبو الأغر مدينة السلام وبين يديه رأس صالح بن مدرك ورأس جحنش ورأس غلام لصالح أسود وأربعة أسارى من بنى عم صالح فمضى إلى دار المعتضد فخلع عليه وطوق بطوق من ذهب ونصبت الرؤس على رأس الجسر الاعلى بالجانب الشرقي وأدخل الاسرى المطامير (ولأربع) ليال بقين من صفر منها دخل المعتضد من منتزهة ببراز الروز إلى بغداد وأمر ببناء قصر في موضع اختاره من براز الروز فحمل إليه الآلات وابتدأ في عمله * وفى شهر ربيع الأول منها غلظ أمر القرامطة بالبحرين فأغاروا على نواحي هجر وقرب بعضهم من نواحي البصرة فكتب أحمد بن محمد بن يحيى الواثقي يسأل المدد فوجه إليه في آخر هذا الشهر بثماني شذوات فيها ثلثمائة رجل وأمر المعتضد باختيار جيش لينفذه إلى البصرة * وفى يوم الأحد لعشر خلون من شهر ربيع الآخر قعد بدر مولى
(١٩٨)