بكر بن عبد العزيز في الأمان على بدر وعبيد الله بن سليمان فولياه عمل أخيه عمر على أن يخرج إليه ويحاربه فلما دخل عمر في الأمان قالا لبكر إن أخاك قد دخل في طاعة السلطان وإنما كنا وليناك عمله على أنه عاص والآن فأمير المؤمنين أعلى عينا فيما يرى من أمركما فامضيا إلى بابه وولى عيسى النوشري أصبهان وأظهر أنه من قبل عمر بن عبد العزيز فهرب بكر بن عبد العزيز في أصحابه فكتب بذلك إلى المعتضد فكتب إلى بدر يأمره بالمقام بموضعه إلى أن يعرف خبر بكر وما إليه يصير أمره فأقام وخرج الوزير عبيد الله بن سليمان إلى أبى محمد على ابن المعتضد بالري ولحق بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف بالأهواز فوجه المعتضد في طلبه وصيفا موشكير فخرج من بغداد في طلبه حتى بلغ حدود فارس وقد كان لحقه فيما ذكر ولم يواقعه وباتا كل واحد منهما قريب من صاحبه فارتحل بكر بالليل فلم يتبعه وصيف ومضى بكر إلى أصبهان ورجع وصيف إلى بغداد فكتب المعتضد إلى بدر يأمره بطلب بكر وعربه فتقدم بدر إلى عيسى النوشري بذلك فقال بكر بن عبد العزيز عنى ملامك ليس حين ملام * هيهات أحدث زائدا للوام طارت عنايات الصبى عن مفرقي * ومضى أوان شراستي وعرامى ألقى الأحبة بالعراق عصيهم * وبقيت نصب حوادث الأيام وتقاذفت بأخي النوى ورمت به * مرمى البعيد قطيعة الأرحام وتشعب العرب الذين تصدعوا * فذببت عن أحسابهم بحسامي فيه تماسك ما وهى من أمرهم * والسمر عند تصادم الأقوام فلأقرعن صفاة دهر نابهم * قرعا يهد رواسي الاعلام ولأضربن الهام دون حريمهم * ضرب القدار نقيعة القدام ولا تركن الواردين حياضهم * بقرارة لمواطئ الاقدام يا بدر إنك لو شهدت مواقفي * والموت يلحظ والصفاح دوامى لذممت رأيك في إضاعة حرمتي * ولضاق ذرعك في اطراح ذمامى
(١٧٧)