وثلاثين ألف دينار ليفرقها على أهله ببغداد والكوفة ومكة والمدينة فسعى به فأحضر دار بدر وسئل عن ذلك فذكر أن يوجه إليه في كل سنة بمثل هذا المال فيفرقه على من يأمره بالتفرقة عليه من أهله فأعلم بدر المعتضد ذلك وأعلمه أن الرجل في يديه والمال واستطلع رأيه وما يأمر به * فذكر عن أبي عبد الله الحسنى أن المعتضد قال لبدريا بدر أما تذكر الرؤيا التي خبرتك بها فقال لا يا أمير المؤمنين فقال ألا تذكر أنى حدثتك أن الناصر دعاني فقال لي اعلم أن هذا الامر سيصير إليك فانظر كيف تكون مع آل علي بن أبي طالب ثم قال رأيت في النوم كأني خارج من بغداد أريد ناحية النهروان في جيشي وقد تشوف الناس إلى إذ مررت برجل واقف على تل يصلى لا يلتفت إلى فعجبت منه ومن قلة اكتراثه بعسكري مع تشوف الناس إلى العسكر فأقبلت إليه حتى وقفت بين يديه فلما فرغ من صلاته قال لي أقبل فأقلبت إليه فقال أتعرفني قلت لا قال أنا على ابن أبي طالب خذ هذه المسحاة فاضرب بها الأرض لمسحاة بين يديه فأخذتها فضربت بها ضربات فقال لي إنه سيلي من ولدك هذا الامر بقدر ما ضربت بها فأوصهم بولدي خيرا قال بدر فقلت بلى يا أمير المؤمنين قد ذكرت قال فاطلق المال وأطلق الرجل وتقدم إليه أن يكتب إلى صاحبه بطبرستان أن يوجه ما يوجه به إليه ظاهرا وأن يفرق محمد بن ورد ما يفرقه ظاهرا وتقدم بمعونة محمد على ما يريد من ذلك (وفى شعبان) لاحدى عشرة بقيت منها توفى أبو طلحة منصور بن مسلم في حبس المعتضد (وفيها) لثمان خلون من شهر رمضان منها وافى عبيد الله بن سليمان الوزير بغداد قادما من الري فخلع عليه المعتضد (ولثمان بقين) من شهر رمضان منها ولدت ناعم جارية أم القاسم بنت محمد بن عبد الله للمعتضد ابنا سماه جعفرا فسمى المعتضد هذه الجارية شغب (وفيها) قدم إبراهيم ابن أحمد الماذرائي لاثنتي عشرة بقيت من ذي الحجة من دمشق على طريق البر فوافى بغداد في أحد عشر يوما فأخبر المعتضد أن خمارويه بن أحمد ذبح على فراشه ذبحه بعض خدمه من الخاصة وقيل إن قتله كان لثلاث خلون من ذي الحجة وقيل
(١٧٢)