تدعو إلى ابن المهتدى فقال المأثور عنى غير هذا وإني أتولى آل ابن أبي طالب وقد كان قرر ابن أخيه فأقر فقال له قد أقر ابن أخيك فقال له هذا غلام حدث تكلم بهذا خوفا من القتل ولا يقبل قوله ثم أطلق ابن أخيه والصيدناني بعد مدة طويلة (ولليلة خلت) من صفر يوم الأحد شخص المعتضد من بغداد يريد بنى شيبان فنزل بستان بشر بن هارون ثم سار يوم الأربعاء منه واستخلف على داره وبغداد صالحا الأمين حاجبه فقصد الموضع الذي كانت شيبان تتخذه معقلا من أرض الجزيرة فلما بلغهم قصده إياهم ضموا إليهم أموالهم وعيالاتهم ثم ورد كتاب المعتضد أنه أسرى إلى الاعراب من السن فأوقع بهم فقتل منهم مقتلة عظيمة وغرق منهم خلق كثير في الزابين وأخذ النساء والذراري وغنم أهل العسكر من أموالهم ما أعجزهم حمله وأخذ من غنمهم وإبلهم ما كثر في أيدي الناس حتى بيعت الشاة بدرهم والجمل بخمسة دراهم وأمر بالنساء والذراري أن يحفظوا حتى يحدروا إلى بغداد ثم مضى المعتضد إلى الموصل ثم إلى بلد ثم رجع إلى بغداد فلقيه بنو شيبان يسألونه الصفح عنهم وبذلوا له الرهائن فأخذ منهم خمسمائة رجل فيما قيل ورجع المعتضد يريد مدينة السلام فوافاه أحمد بن أبي الأصبغ بما فارق عليه أحمد بن عيسى بن الشيخ من المال الذي أخذه من مال إسحاق بن كنداج وبهدايا ودواب وبغال في يوم الأربعاء لسبع خلون من شهر ربيع الأول (وفى شهر) ربيع الأول ورد الخبر بأن محمد بن أبي الساج افتتح المراغة بعد حصار شديد وحرب غليظة كانت بينهم وأنه أخذ عبد الله بن الحسين بعد أن آمنه وأصحابه فقيده وحبسه وقرره بجميع أمواله ثم قتله بعد (وفى شهر) ربيع الآخر ورد الخبر بوفاة أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف وكانت وفاته في آخر شهر ربيع الأول فطلب الجند أرزاقهم وانتهبوا منزل إسماعيل بن محمد المنشى وتنازع الرئاسة عمرو بكر ابنا عبد العزيز ثم قام بالامر عمرو لم يكتب إليه المعتضد بالولاية (وفيها) افتتح محمد بن ثور عمان وبعث برؤس جماعة من أهلها * وذكر أن جعفر بن المعتمد توفى في يوم الأحد لاثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الآخر منها وأنه كان مقامه في دار المعتضد لا يخرج ولا يظهر
(١٦٦)