في أن يحمل هذا العليل إلى منزله ويوصى أهله بالاشراف عليه والعناية به ففعل وأقام عنده حتى برأ ثم كان يأوى إلى منزله ودعا أهل القرية إلى أمره ووصف لهم مذهبه فأجابه أهل تلك الناحية وكان يأخذ من الرجل إذا دخل في دينه دينارا ويزعم أنه يأخذ ذلك للامام فمكث بذلك يدعو أهل تلك القرى فيجيبونه واتخذ منهم اثنى عشر نقيبا أمرهم أن يدعو الناس إلى دينهم وقال لهم أنتم كحواري عيسى ابن مريم فاشتغل اكرة تلك الناحية عن أعمالهم بما رسم لهم من الخمسين الصلاة التي ذكر أنها مفترضة عليهم وكان للهيصم في تلك الناحية ضياع فوقف على تقصيرا كرته في العمارة فسأل عن ذلك فأخبر أن إنسانا طرأ عليهم فأظهر لهم مدهبا من الدين وأعلمهم أن الذي افترضه الله عليهم خمسون صلاة في اليوم والليلة فقد شغلوا بها عن أعمالهم فوجه في طلبه فأخذ وجئ به إليه فسأله عن أمره فأخبره بقصته فحلف أنه يقتله فأمر به فحبس في بيت وأقفل عليه الباب ووضع المفتاح تحت وسادته وتشاغل بالشرب وسمع بعض من في داره من الجواري بقصته فرقت له فلما نام الهيصم أخذت المفتاح من تحت وسادته وفتحت الباب وأخرجته وأقفلت الباب وردت المفتاح إلى موضعه فلما أصبح الهيصم دعا بالمفتاح ففتح الباب فلم يجده وشاع بذلك الخبر ففتن به أهل تلك الناحية وقالوا رفع ثم ظهر في موضع آخر ولقى جماعة من أصحابه وغيرهم فسألوه عن قصته فقال ليس يمكن أحدا أن يبدأني بسوء ولا يقدر على ذلك منى فعظم في أعينهم ثم خاف على نفسه فخرج إلى ناحية الشأم فلم يعرف له خبر وسمى باسم الرجل الذي كان في منزله صاحب الأثوار كرميته ثم خفف فقالوا قرمط ذكر هذه القصة بعض أصحابنا عمن حدثه أنه حضر محمد بن داود بن الجراح وقد دعا بقوم من القرامطة من الحبس فسألهم عن زكرويه وذلك بعد ما قتله وعن قرمط وقصته وانهم أوموا له إلى شيخ منهم وقالوا له هذا سلف زكرويه وهو أخبر الناس بقصته فسله عما تريد فسأله فأخبره بهذه القصة * وذكر عن محمد بن داود أنه قال قرمط رجل من سواد الكوفة كان يحمل غلات السواد على أثوار
(١٦٠)