منها المعتمد وولده فجئ بهم إلى داره وأقام أبو الصقر في داره ولم يصر إلى دار أبى أحمد فلما رأى غلمان أبى أحمد المائلون إلى أبى العباس والرؤساء من غلمان أبى العباس الذين كانوا حضورا ما قد نزل بأبي أحمد كسروا أقفال الأبواب المغلقة على أبى العباس * فذكر عن الغلام الذي كان مع أبي العباس في الحجرة أنه قال لما سمع أبو العباس صوت الاقفال تكسر قال ليس يريد هؤلاء إلا نفسي وأخذ سيفا كان عنده فاستله وقعد مستوفزا والسيف في حجره وقال لي تنح أنت والله لا وصلوا إلى وفى شئ من الروح قال فلما فتح الباب كان أول من دخل عليه وصيف موشكير وهو غلام أبى العباس فلما رآه رمى السيف من يده وعلم أنهم لم يقصدوا إلا الخير فأخرجوه حتى أقعدوه عند أبيه وهو بعقب غشيته فلما فتح أبو أحمد عينيه وأفاق رآه فأدناه وقربه ووافى المعتمد ذلك اليوم الذي وجه إليه في حمله وهو يوم الجمعة نصف النهار قبل صلاة الجمعة مدينة السلام لتسع خلون من صفر ومعه ابنه جعفر المفوض إلى الله ولى العهد وعبد العزيز ومحمد وإسحاق بنوه فنزل على أبى الصقر ثم بلغ أبا الصقر أن أبا أحمد لم يمت فوجه إسماعيل بن إسحاق يتعرف له الخبر وذلك يوم السبت وجمع أبو الصقر القواد والجند وشحن داره وما حولها بالرجال والسلاح ومن داره إلى الجسر كذلك وقطع الجسرين ووقف قوم على الجسر في الجانب الشرقي يحاربون أصحاب أبي الصقر فقتل بينهم قتلى وكانت بينهم جراحات وكان أبو طلحة أخو شركب مع أصحابه مقيمين بباب البستان فرجع إسماعيل فأعلم أبا الصقر أن أبا أحمد جى فكان أول من مضى إليه من القواد محمد بن أبي الساج عبر من نهر عيسى ثم جعل الناس يتسللون منهم من يعبر إلى باب أبى أحمد ومنهم من يرجع إلى منزله ومنهم من يخرج من بغداد فلما رأى أبو الصقر ذلك وصحت عنده حياة أبى أحمد انحدر هو وابناه إلى دار أبى أحمد فماذا كره أبو أحمد شيئا مما جرى ولا ساء له عنه وأقام في دار أبى أحمد فلما رأى المعتمد أنه قد بقى في الدار وحده نزل هو وبنوه وبكتمر فركبوا زورقا ثم لقيهم طيار أبى ليلى بن عبد العزيز بن أبي دلف فحملهم في طياره
(١٥٧)