وأبى روق قالوا كانت بوران بنت كسرى كلما اختلف الناس بالمدائن عدلا بين الناس حتى يصطلحوا فلما قتل الفرخزاذ بن البندوان وقدم رستم فقتل آزرميدخت كانت عدلا إلى أن استخرجوا يزدجر فقدم أبو عبيد والعدل بوران وصاحب الحرب رستم وقد كانت بوران أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم فقبل وكانت ضدا على شيرين سنة ثم إنها تابعته واجتمعا على أن رأس وجعلها عدلا (كتب إلى السرى) بن يحيى عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وزياد باسنادهم قالوا لما قتل سياوخش فرخزاذ بن البندوان وملكت آزرميدخت اختلف أهل فارس وتشاغلوا عن المسلمين غيبة المثنى كلها إلى أن رجع من المدينة فبعثت بوران إلى رستم بالخبر واستحثته بالسير وكان على فرج خراسان فاقبل في الناس حتى نزل المدائن لا يلقى جيشا لآزرميدخت الا هزمه فاقتتلوا بالمدائن فهزم سياوخش وحصر وحصرت آزرميدخت ثم افتتحها فقتل سياوخش وفقأ عين آزرميدخت ونصب بوران ودعته إلى القيام بأمر أهل فارس وشكت إليه تضعضعهم وإدبار أمرهم على أن تملكه عشر حجج ثم يكون الملك في آل كسرى إن وجدوا من غلمانهم أحد والا ففي نسائهم فقال رستم أما أنا فسامع مطيع غير طالب عوضا ولا ثوابا وإن شرفتموني وصنعتم إلى شيئا فأنتم أولياء ما صنعتم إنما أنا سهمكم وطوع أيديكم فقالت بوران اغد على فغدا عليها ودعت مراذبة فارس وكتبت له بأنك على حرب فارس ليس عليك الا الله عز وجل عن رضى منا وتسليم لحكمك وحكمك جائز فيهم ما كان حكمك في منع أرضهم وجمعهم عن فرقتهم وتوجته وأمرت أهل فارس أن يسمعوا له ويطيعوا فدانت له فارس بعد قدوم أبى عبيد وكان أول شئ أحدثه عمر بعد موت أبى بكر من الليل أن نادى الصلاة جامعة ثم ندبهم فتقرفوا على غير إجابة من أحد ثم ندبهم في اليوم الرابع فأجاب أبو عبيد في اليوم الرابع أول الناس وتتابع الناس وانتخب عمر من أهل المدينة ومن حولها ألف رجل أمر عليهم أبا عبيد فقيل له استعمل عليهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا ها الله ذا يا أصحاب النبي لا أندبكم فتنكلون وينتدب غيركم فأؤمركم عليهم إنكم إنما
(٦٣٣)