ربيع الأول وقدمها يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت منه * وحدثني علي بن نصر بن علي وعبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث قال علي بن نصر حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث وقال عبد الوارث حدثني أبي قال حدثنا أبان العطار قال حدثنا هشام بن عروة عن عروة أنه قال لما رجع من أرض الحبشة من رجع منها ممن كان هاجر إليها قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة جعل أهل الاسلام يزدادون ويكثرون وأنه أسلم من الأنصار بالمدينة ناس كثير وفشا بالمدينة الاسلام فطفق أهل المدينة يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فلما رأت ذلك قريش تذامرت على أن يفتنوهم ويشتدوا عليهم فأخذوهم وحرصوا على أن يفتنوهم فأصابهم جهد شديد وكانت الفتنة الآخرة وكانت فتنتين فتنة أخرجت من خرج منهم إلى أرض الحبشة حين أمرهم بها وأذن في الخروج إليها وفتنة لما رجعوا ورأوا من يأتيهم من أهل المدينة ثم إنه جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة سبعون نقيبا رؤوس الذين أسلموا فوافوه بالحج فبايعوه بالعقبة وأعطوه عهودهم على أنا منك وأنت منا وعلى أنه جاء من أصحابك أو جئتنا فإنا نمنعك مما نمنع منه أنفسنا فاشتدت عليهم قريش عند ذلك فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالخروج إلى المدينة وهى الفتنة الآخرة التي أخرج فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وخرج وهى التي أنزل الله عز وجل فيها (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال وحدثني عبد الله بن أبي بكر ابن محمد بن عمر بن حزم أنهم أتوا عبد الله بن أبي ابن سلول يعنى قريشا فقالوا مثل ما ذكر كعب بن مالك من القول لهم فقال لهم ان هذا الامر جسيم ما كان قومي ليتفوتوا علي بمثل هذا وما علمته كان فانصرفوا عنه وتفرق الناس من منى فتبطن القوم الخبر فوجدوه قد كان وخرجوا في طلب القوم فأدركوا سعد بن عبادة بالحاجر والمنذر بن عمرو أخا بنى ساعدة بن كعب بن الخزرج فكلاهما كان نقيبا فأما المنذر فأعجز القوم وأما سعد فأخذوه وربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله ثم
(٩٥)