بالذي رأيا وأخبراها بعدد الجيش وكانت فارس لا يكثرون البعوث حتى كان من أمر العرب ما كان فلما أخبراها بكثرة عدد الجيش قالت ما بال أهل فارس لا يخرجون إلى العرب كما كانوا يخرجون قبل اليوم ومالكما لا تبعثان كما كانت الملوك تبعث قبل اليوم قالا إن الهيبة كانت مع عدونا يومئذ وإنها فينا اليوم فمالأتهما وعرفت ما جاءاها به فمضى مهران في جنده حتى نزل من دون الفرات والمثنى وجنده على شاطئ الفرات والفرات بينهما وقدم أنس بن هلال النمري ممدا للمثنى في أناس من النمر نصارى وجلاب جلبوا خيلا وقدم ابن مردى الفهر التغلبي في أناس من بنى تغلب نصارى وجلاب جلبوا خيلا وهو عبد الله بن كليب بن خالد وقالوا حين رأوا نزول العرب بالمجم نقاتل مع قومنا وقال مهران إما أن تعبروا إلينا وأما أن نعبر إليكم فقال المسلمون اعبروا إلينا فارتحلوا من بسوسيا إلى شوميا وهى موضع دار الرزق (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن عبيد الله ابن محفز عن أبيه عن العجم لما أذن لهم في العبور نزلوا شوميا موضع الرزق فتعبوا هنالك فأقبلوا إلى المسلمين في صفوف ثلاثة من كل صف فيل ورجلهم أمام فيلهم وجاؤا ولهم زجل فقال المثنى للمسلمين ان الذي تسمعون فشل فالزموا الصمت وائتمروا همسا فدنوا من المسلمين وجاؤهم من قبل نهر بنى سليم نحو موضع نهر بنى سليم فلما دنوا زحفوا وصف المسلمين فيما بين نهر بنى سليم اليوم وما وراءها (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا وكان على مجنبتي المثنى بشير بسرين أبى رهم وعلى مجردته المعنى وعلى الرجل مسعود وعلى الطلائع قبل ذلك اليوم النسير وعلى الردء مذعور وكان على مجنبتي مهران بن الآزاذبه مرزبان الحيرة ومردانشاه ولما خرج المثنى طاف في صفوفه يعهد إليهم عهده وهو على فرسه الشموس وكان يدعى الشموس من لين عريكته وطهارته فكان إذا ركبه قاتل وكان لا يركبه إلا لقتال يودعه ما لم يكن قتال فوقف على الرايات راية يحضضهم ويأمرهم بأمره ويهزهم بأحسن ما فيهم تحضيضا لهم ولكلهم يقول إني لأرجو أن لا تؤتى العرب اليوم من قبلكم والله
(٦٤٨)