فرغوا رجعوا عودهم على بدئهم حتى عبروا وفى ذلك يقول عفيف بن المنذر ألم تر أن الله ذلل بحره * وأنزل بالكفار إحدى الجلائل دعونا الذي شق البحار فجاءنا * بأعجب من فلق البحار الأوائل ولما رجع العلاء إلى البحرين وضرب الاسلام فيها بجرانه وعز الاسلام وأهله وذل الشرك وأهله أقبل الذين في قلوبهم ما فيها على الارجاف فأرجف مرجفون وقالوا ها ذاك مفروق قد جمع رهطه شيبان وتغلب والنمر فقال لهم أقوام من المسلمين إذا تشغلهم عنا اللهازم واللهازم يومئذ قد استجمع أمرهم على نصر العلاء وطابقوا وقال عبد الله بن حذف في ذلك لا توعدونا بمفروق وأسرته * إن يأتينا يلق فينا سنة الحطم وإن ذا الحي من بكر وإن كثروا * لامة داخلون النار في أمم فالنخل ظاهره خيل وباطنه * خيل تكدس بالفتيان في النعم وأقفل العلاء بن الحضرمي الناس فرجع الناس إلا من أحب المقام فقفلنا وقفل ثمامة بن أثال حتى إذا كنا على ماء لبنى قيس بن ثعلبة فرأوا ثمامة ورأوا خميصة الحطم عليه دسوا له رجلا وقالوا سله عنها كيف صارت له وعن الحطم أهو قتله أو غيره فأتاه فسأله عنها فقال نفلتها قال أأنت قتلت الحطم قلا لا ولوددت أنى كنت قتلته قال فما بال هذه الخميصة معك قال ألم أخبرك فرجع إليهم فأخبرهم فتجمعوا له ثم أتوه فاحتوشوه فقال مالكم قالوا أنت قاتل الحطم قال كذبتم لست بقاتله ولكني نفلتها قالوا هل ينفل إلا القاتل قال إنها لم تكن عليه إنما وجدت في رحله قالوا كذبت فأصابوه قال وكان مع المسلمين راهب في هجر فأسلم يومئذ فقيل ما دعاك إلى الاسلام قال ثلاثة أشياء خشيت أن يمسخني الله بعدها إن أنا لم أفعل فيض في الرمال وتمهيد أثباج البحار ودعاء سمعته في عسكرهم في الهواء من السحر قالوا وما هو قال اللهم أنت الرحمن الرحيم لا إله غيرك والبديع ليس قبلك شئ والدائم غير الغافل والحي الذي لا يموت وخالق ما يرى وما لا يرى وكل يوم أنت في شأن وعلمت اللهم كل شئ بغير تعلم فعلمت أن القوم لم يعانوا بالملائكة
(٥٢٧)