وكان يقول كنت نزلت بقباء على امرأة لا زوج لها مسلمة فرأيت إنسانا يأتيها في جوف الليل فيضرب عليها بابها فتخرج إليه فيعطيها شيئا معه قال فاستربت لشأنه فقلت لها يا أمة الله من هذا الرجل الذي يضرب عليك بابك كل ليلة فتخرجين إليه فيعطيك شيئا ما أدرى ما هو وأنت امرأة مسلمة لا زوج لك قالت هذا سهل ابن حنيف بن واهب قد عرف أنى امرأة لا أحد لي فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها ثم جاءني بها وقال احتطبي بهذا فكان علي بن أبي طالب يأثر ذلك من أمر سهل بن حنيف حين هلك عنده بالعراق * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني هذا الحديث علي بن هند بن سعد بن سهل بن حنيف عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه * فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء في بنى عمرو بن عوف يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجدهم ثم أخرجه الله عز وجل من بين أظهرهم يوم الجمعة وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك والله أعلم * ويقول بعضهم إن مقامه بقباء كان بضعة عشر يوما (قال أبو جعفر) واختلف السلف من أهل العلم في مدة مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد ما استنبئ فقال بعضهم كانت مدة مقامه بها إلى أن هاجر إلى المدينة عشر سنين ذكر من قال ذلك * حدثنا ابن المثنى قال حدثنا يحيى بن محمد بن قيس المدني يقال له أبو زكير قال سمعت ربيعة بن أبي عبد الرحمن يذكر عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث على رأس أربعين فأقام بمكة عشرا * حدثني الحسين ابن نصر الآملي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال أخبرتني عائشة وابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن * حدثنا ابن المثنى قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا يحيى بن سعيد قال سمعت سعيد بن المسيب يقول أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن وهو ابن ثلاث وأربعين فأقام بمكة
(١٠٧)