دار الليث بن سعد ومسجده عند ثقيفة مفلس بالحمراء في زقاق الليث، وكان لليث دار بقرقشندة بالريف بناها فهدمها ابن رفاعة أمير مصر عنادا له وكان ابن عمه، ثم بناها الليث ثانية فهدمها ابن رفاعة، فلما كان الثالثة أتاه آت في المنام وقال له: قم يا ليث، ثم قرأ له قوله تعالى: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض، الآية، فأصبح وقد فلج ابن رفاعة فأوصى إليه ومات بعد ثلاث.
قرقشونة: قال ابن الفرضي: أخبرنا علي بن معاذ قال أخبرني سعيد بن فجلون عن يوسف بن يحيى المغامي أن حبان بن أبي جبلة القرشي مولاهم غزا موسى بن نصير حين افتتح الأندلس حتى أتى حصنا من حصونها يقال له قرقشونة فتوفي بها، والله أعلم، وبين قرقشونة وقرطبة مسافة خمسة وعشرين يوما وفيها الكنيسة العظيمة عندهم المسماة بشنت مرية فيها سواري فضة لم ير الراؤون مثلها ولا يحزم الانسان بذراعيه واحدة منها مع طول مفرط، وقيل: إن حبان بن أبي جبلة توفي بإفريقية سنة 125 وكان بعثة عمر بن عبد العزيز في جماعة من الفقهاء يفقهون أهلها.
قرقوب: بالضم ثم السكون، وقاف أخرى، وبعد الواو الساكنة باء موحدة: بلدة متوسطة بين واسط والبصرة والأهواز وكانت تعد من أعمال كسكر.
قرقونس: قال أبو عون في زيجه: قرقونس في جزيرة قبرس في الاقليم الرابع، طولها سبع وخمسون درجة، وعرضها أربع وثلاثون درجة وخمسون دقيقة.
قرقيسياء: بالفتح ثم السكون، وقاف أخرى، وياء ساكنة، وسين مكسورة، وياء أخرى، وألف ممدودة، ويقال بياء واحدة، قال شاعر:
لعن سخطه من خالقي أو لشقوة * تبدلت قرقيسياء من دارة الردم قال حمزة الأصبهاني: قرقيسيا معرب كركيسيا وهو مأخوذ من كركيس وهو اسم لارسال الخيل المسمى بالعربية الحلبة وكثيرا ما يجئ في الشعر مقصورا، وقال سعد بن أبي وقاص وقد أنفذ جيشا وهو بالمدائن في سنة 16 إلى هيت وقرقيسيا ورئيسهم عمرو بن مالك الزهري فنزلوا على حكمه فقال عند ذلك:
ونحن جمعنا جمعهم في حفيرهم * بهيت، ولم نحفل لأهل الحفائر وسرنا على عمد نريد مدينة * بقرقيسيا سير الكماة المساعر فجئناهم في دارهم بغتة ضحى، * فطاروا وخلوا أهل تلك المحاجر فنادوا إلينا من بعيد بأننا * ندين بدين الجزية المتواتر قبلنا ولم نردد عليهم جزاءهم، * وحطناهم بعد الجزا بالبواتر بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ وعندها مصب الخابور في الفرات، فهي في مثلث بين الخابور والفرات، وقيل: سميت بقرقيسيا ابن طهمورث الملك، قال بطليموس: مدينة قرقيسيا طولها أربع وستون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وعرضها خمس وثلاثون درجة، وهي من الاقليم الرابع، طالعها السماك الأعزل ولها شركة مع الجوزاء، بيت حياتها تسع درج من العقرب تحت إحدى عشرة درجة من السرطان وعشرين دقيقة، يقابلها مثلها من