أطول يصطاد بها الدراج يقال لها فالة وبالة، وأظنها فارسية.
فامية: بعد الألف ميم ثم ياء مثناة من تحت خفيفة:
مدينة كبيرة وكورة من سواحل حمص، وقد يقال لها أفامية، بالهمزة في أوله، وقد ذكرت في موضعها، وذكر قوم أن الأصل في فامية ثانية بالثاء المثلثة والنون، وذاك أنها ثاني مدينة بنيت في الأرض بعد الطوفان، قال البلاذري: سار أبو عبيدة في سنة 17 بعد افتتاح شيزر إلى فامية فتلقاه أهلها بالصلح فصالحهم على الجزية والخراج، وقال العساكري:
عبد القدوس بن الريان بن إسماعيل البهراني قاضي فامية سمع بدمشق محمد بن عائذ وبغيرها عبيد بن جناد، روى عنه أبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدان الرسعني الوراق، وفامية أيضا: قرية من قرى واسط بناحية فم الصلح، ينسب إليها أبو عبد الله عمر بن إدريس الصلحي ثم الفامي، حدث عن أبي مسلم الكجي، روى عنه أبو العلاء محمد بن يعقوب الواسطي، سكن بغداد وحدث بها، وذكر أحمد ابن أبي طاهر أنه رفع إلى المأمون أن رجلا من الرعية لزم بلجام رجل من الجند يطالبه بحق له فقنعه بالسوط فصاح الفامي: واعمراه ذهب العدل منذ ذهبت! فرفع ذلك إلى مأمون فأمر بإحضارهما، فقال للجندي: ما لك وله؟ فقال: إن هذا رجل كنت أعامله وفضل له علي شئ من النفقة فلقيني على الجسر فطالبني فقلت إني أريد دار السلطان فإذا رجعت وفيتك، فقال: لو جاء السلطان ما تركتك، فلما ذكر الخلافة يا أمير المؤمنين لم أتمالك أن فعلت ما فعلت، فقال للرجل: ما تقول فيما يقول؟ فقال:
كذب على وقال الباطل، فقال الجندي: إن لي جماعة يشهدون إن أمر أمير المؤمنين بإحضارهم أحضرتهم، فقال المأمون: ممن أنت؟ قال: من أهل فامية، فقال: أما عمر بن الخطاب فكان يقول من كان جاره نبطيا واحتاج إلى ثمنه فليبعه، فان كنت انما طلبت سيرة عمر فهذا حكمه في أهل فامية، ثم أمر له بألف درهم وأطلقه، وهذه فامية التي عند واسط بغير شك، قال عيسى بن سعدان الحلبي شاعر معاصر يذكر فامية:
يا دار علوة ما جيدي بمنعطف * إلى سواك، ولا قلبي بمنجذب ويا قرى الشام من ليلون لا بخلت * على بلادكم هطالة السحب ما مر برقك مجتازا على بصري * إلا وذكرني الدارين من! لب ليت العواصم من شرقي فامية * أهدت إلي نسيم البان والغرب ما كان أطيب أيامي بقربهم * حتى رمتني عوادي الدهر من كثب وقد أختلف في أبي جعفر أحمد بن محمد بن حميد المقرئي الفامي الملقب بالفيل فقيل هو منسوب إلى الصنعة وقيل إلى البلدة، أخذ عرضا عن أبي جعفر عمرو بن الصباح بن صبيح الضرير الكوفي عن أبي عمر حفص بن سليمان بن المغيرة البزاز الأسدي عن عاصم بن أبي النجود الأسدي، وأخذ أيضا عن يحيى ابن هاشم بن أبي كبير الغساني السمسار عن حمزة بن حبيب الزيات، وسمع علي بن عاصم بن علي بن عاصم وآخرين، روى عنه أبو بكر محمد بن خلف ابن حيان ووكيع القاضي البغدادي خليفة عبدان على قضاء الأهواز وأبو بكر أحمد بن موسى بن مجاهد البغدادي وأبو عبد الله محمد بن جعفر بن أبي