وقال عبد الرحمن بن جعفر بن سليمان: مال السواد ألف ألف ألف درهم، فما نقص مما في يد السلطان منه فهو في يد الرعية، وما نقص من يد الرعية فهو في بيت مال السلطان، قالوا: وليس لأهل السواد عهد إلا الحيرة وأليس وبانقيا فلذلك يقال لا يصح بيع أرض السواد دون الجبل لأنها فئ للمسلمين عامة إلا أراضي بنى صلوبا وأرض الحيرة، قالوا: وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص حين افتتح السواد: أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أن الناس قد سألوك أن تقسم بينهم ما أفاء الله عليهم، وإن أتاك كتابي فانظر ما أجلب عليه العسكر بخيلهم وركابهم من مال وكراع فاقسمه بينهم بعد الخمس واترك الأنهار والأرض بحالها ليكون ذلك في عطيات المسلمين فإنك إذا قسمتها بين من حضر لم يبق لمن بعدهم شئ، وسئل مجاهد عن أرض السواد فقال: لا تباع ولا تشترى لأنها فتحت عنوة ولم تقسم فهي فئ للمسلمين عامة، وقيل: أراد عمر قسمة السواد بين المسلمين فأمر أن يحصوا فوجدوا الرجل يصيبه ثلاثة من الفلاحين فشاور أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في ذلك فقال على، رضي الله عنه:
دعهم يكونوا مادة للمسلمين، فبعث عثمان بن حنيف الأنصاري فمسح الأرض ووضع الخراج ووضع على رؤوسهم ما بين ثمانية وأربعين درهما وأربعة وعشرين درهما واثنى عشر درهما، وشرط عليهم ضيافة المسلمين وشيئا من بر وعسل، ووجد السواد ستة وثلاثين ألف ألف جريب فوضع على كل جريب درهما وقفيزا، قال أبو عبيد: بلغني أن ذلك القفيز كان مكوكا لهم يدعى السابرقان، وقال يحيى بن آدم: وهو المحتوم الحجاجي، وقال محمد ابن عبد الله الثقفي: وضع عمر، رضي الله عنه، على كل جريب من السواد، عامرا كان أو غامرا يبلغه الماء درهما وقفيزا وعلى جريب الرطبة خمسة دراهم وخمسة أقفزة وعلى جريب الكرم عشرة دراهم وعشرة أقفزة، ولم يذكر النخل، وعلى رؤوس الرجال ثمانية وأربعين وأربعة وعشرين واثنى عشر درهما، وحتم عثمان بن حنيف على رقاب خمسمائة ألف وخمسين الف علج بأخذ الجزية، وبلغ الخراج في ولايته مائة ألف ألف درهم، ومسح حذيفة بن اليمان سقى الفرات، ومات بالمدائن، والقناطر المعروفة بقناطر حذيفة منسوبة إليه، وذلك لأنه نزل عندها، وكان ذراعه وذراع ابن حنيف ذراع اليد وقبضة وإبهاما ممدودة.
سوادمة: بضم أوله، وبعد الألف دال مهملة ثم ميم: علم مرتجل لاسم ماء لغنى. وسوادمة: جبل بالقرب منه.
سواديزه: بضم أوله، وبعد الألف دال مهملة ثم ياء مثناة من تحت، وزاي: من قرى نخشب بما وراء النهر، ينسب إليها سوادي، ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن لقمان بن رياح بن فكة السوادي، يروى عن محمد بن عقيل البلخي وأبى بكر عبد الله بن محمد ابن علي بن طرخان الباهلي وغيرهما، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز، وكان ثقة غير أنه كان يعتقد مذهب النجارية من المعتزلة، ومات سنة 374.
السوادية: بالفتح: قرية بالكوفة منسوبة إلى سواد ابن زيد بن عدى بن زيد بن أيوب بن محروق بن عامر ابن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم.
سوار: من قرى البحرين لبنى عبد القيس العامريين.
سوارق: واد قرب السوارقية من نواحي المدينة، والله أعلم.