في شرح قول جرير:
لما تشوق بعض القوم قلت لهم:
أين اليمامة من عين السواجير؟
وقال أحمد بن عمرو أخو أشجع بن عمرو السلمي يخاطب نصر بن شبث العقيلي وكان قد أوقع ببني تغلب على السواجير:
لله سيف في يدي نصر، في حده ماء الردى يجرى أوقع نصر في السواجير ما لم يوقع الجحاف بالبشر أبكى بنى بكر على تغلب، وتغلبا أبكى على بكر وقال البحتري:
يا خليلي بالسواجير من عمرو بن غنم وبحتر بن عتود اطلبا ثالثا سوائي فإني رابع العيس والدجى والبيد وقال أيضا:
يا أبا جعفر غدونا حديثا، في سواجير منبج، مستفيضا السواد: موضعان: أحدهما نواحي قرب البلقاء سميت بذلك لسواد حجارتها فيما أحسب، والثاني يراد به رستاق العراق وضياعها التي افتتحها المسلمون على عهد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سمى بذلك لسواده بالزروع والنخيل والأشجار لأنه حيث تاخم جزيرة العرب التي لا زرع فيها ولا شجر كانوا إذا خرجوا من أرضهم ظهرت لهم خضرة الزروع والأشجار فيسمونه سوادا كما إذا رأيت شيئا من بعد قلت ما ذلك السواد، وهم يسمون الأخضر سوادا والسواد أخضر، كما قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب وكان أسود فقال:
وأنا الأخضر من يعرفني؟
أخضر الجلدة من نسل العرب فسموه سوادا لخضرته بالزروع والأشجار، وحد السواد من حديثة الموصل طولا إلى عبادان ومن العذيب بالقادسية إلى حلوان عرضا فيكون طوله مائة وستين فرسخا، وأما العراق في العرف فطوله يقصر عن طول السواد وعرضه مستوعب لعرض السواد لان أول العراق في شرقي دجلة العلث على حد طسوج بزرجسابور، وهي قرية تناوح حربي موقوفة على العلوية، وفى غربي دجلة حربي ثم تمتد إلى آخر أعمال البصرة من جزيرة عبادان، وكانت تعرف بميان روذان معناه بين الأنهر، وهي من كورة بهمن أردشير، فيكون طوله مائة وخمسة وعشرين فرسخا، يقصر عن طول السواد بخمسة وثلاثين فرسخا، وعرضه كالسواد ثمانون فرسخا، قال قدامة: يكون ذلك منكسرا عشرة آلاف فرسخ وطول الفرسخ اثنا عشر ألف ذراع بالذراع المرسلة ويكون بذراع المسافة وهي الذراع الهاشمية تسعة آلاف ذراع، فيكون الفرسخ إذا ضرب في مثله اثنين وعشرين ألفا وخمسمائة جريب، فإذا ضربت في عشرة آلاف بلغت مائتي ألف الف وعشرين ألف جريب يسقط منها بالتخمين آكامها وآجامها وسباخها ومجاري أنهارها ومواضع مدنها وقراها ومدى ما بين طرقها الثلث فيبقى مائة ألف ألف وخمسون ألف ألف جريب، يراح منها النصف على ما فيها من الكرم والنخل والشجر والعمارة الدائمة المتصلة مع التخمين بالتقريب على كل جريب قيمة ما يلزمه للخراج درهمان وذلك أقل من العشر على أن