مجاورة المكان المعروف بالعسكر وهو في ضمن البلد إلى البلد المعروف بالبيضاء قرية تشرف على المدينة من نحو فرسخ مائتا مسجد، قال: ولقد رأيت في بعض الشوارع في بلرم على مقدار رمية سهم عشرة مساجد، وقد ذكرتها في بلرم، قال: وأهل صقلية أقل الناس عقلا وأكثرهم حمقا وأقلهم رغبة في الفضائل وأحرصهم على اقتناء الرذائل، قال: وحدثني غير انسان منهم أن عثمان بن الخزاز ولي قضاءهم وكان ورعا فلما جربهم لم يقبل شهادة واحد منهم لا في قليل ولا في كثير، وكان يفصل بين الناس بالمصالحات، إلى أن حضرته الوفاة فطلب منه الخليفة بعده فقال:
ليس في جميع البلد من يوصى إليه، فلما توفي تولى قضاءهم رجل من أهلها يعرف بأبي إبراهيم إسحاق بن الماحلي، ثم ذكر شيئا من سخيف عقله، قال:
والغالب على أهل المدينة المعلمون، فكان في بلرم ثلاثمائة معلم، فسألت عن ذلك فقالوا: إن المعلم لا يكلف الخروج إلى الجهاد عند صدمة العدو، وقال ابن حوقل: وكنت بها في سنة 362، ووصف شيئا من تخلقهم ثم قال: وقد استوفيت وصف هؤلاء وحكاياتهم ووصف صقلية وأهلها بما هم عليه من هذا الجنس من الفضائل في كتاب وسمته بمحاسن أهل صقلية ثم ذكرت ما هم عليه من سوء الخلق والمأكل والمطعم المنتن والاعراض القذرة وطول المرء مع أنهم لا يتطهرون ولا يصلون ولا يحجون ولا يزكون، وربما صاموا رمضان واغتسلوا من الجنابة، ومع هذا فالقمح لا يحول عندهم وربما ساس في البيدر لفساد هوائها، وليس يشبه وسخهم وقذرهم وسخ اليهود، ولا ظلمة بيوتهم سواد الأتاتين، وأجلهم منزلة تسرح الدجاج على موضعه وتذرق على مخدته وهو لا يتأثر، ثم قال: ولقد عررت كتابي بذكرهم، والله أعلم.
باب الصاد والكاف وما يليهما صكا: من قرى الغوطة، ولجزء بن سهل السلمي صاحب النبي، صلى الله عليه وسلم، بها عقب، وهو أول من اجتبى الخراج بحمص في الاسلام، قاله القاضي عبد الصمد بن سعد.
باب الصاد واللام وما يليهما صلاح: بوزن قطام: من أسماء مكة، قال العمراني:
وفي كتاب التكملة صلاح، بكسر الصدا والاعراب، قال أبو سفيان بن حرب بن أمية:
أبا مطر هلم إلى صلاح ليكفيك الندامى من قريش وتنزل بلدة عزت قديما، وتأمن أن ينالك رب جيش صلاصل: قال أبو محمد الأسود: هو بضم الصاد، عن أبي الندى قاله في شرح قول تليد العبشمي:
شفينا الغليل من سمير وجعون، وأفلتنا رب الصلاصل عامر قال: هو ماء لعامر في واد يقال له الجوف به نخيل كثيرة ومزارع جمة، وقال نصر: هو ماء لبني عامر ابن جذيمة من عبد القيس، قال: وذكر أن رهطا من عبد القيس وفدوا على عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فتحاكموا إليه في هذا الماء، أعني الصلاصل، فأنشده بعض القوم قول تليد العبشمي هذا فقضى بالماء لولد عامر هذا، وأول هذه الأبيات:
أتتنا بنو قيس بجمع عرمرم، وشن وأبناء العمور الأكابر فباتوا مناخ الصيف، حتى إذا زقا مع الصبح في الروض المنير العصافر