قال أبو محمد بن الأسود: صعنبى في بلاد بني عامر، وأنشد:
حتى إذا الشمس دنا منها الأصل تروحت كأنها جيش رحل فأصبحت بصعنبى منها إبل وبالرحيلاء لها نوح زجل وفي كتاب الفتوح: أن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أقطع خباب بن الأرت قرية بالسواد يقال لها صعنبى.
الصعيد: بالفتح ثم الكسر، قال الزجاج: الصعيد وجه الأرض، قال: وعلى الانسان في التميم أن يضرب بيديه وجه الأرض ولا يبالي إن كان في المواضع تراب أو لم يكن لان الصعيد ليس هو التراب، وفي القرآن المجيد قوله تعالى: فتصبح صعيدا زلقا، فأخبرك أنه يكون زلقا، وغيره يقول: الصعيد التراب نفسه، وقال ابن الأعرابي: الصعيد الأرض بعينها، والجمع صعدات وصعدان، وقال الفراء: الصعيد التراب، والصعيد الأرض، والصعيد الطريق يكون واسعا أو ضيقا، والصعيد الموضع العريض الواسع، والصعيد القبر، والصعيد: واد قرب وادي القرى فيه مسجد لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، عمره في طريقه إلى تبوك، وفي كتاب الجزيرة للأصمعي يعدد منازل بني عقيل وعامر ثم قال: وأرض بقية عامر صعيد.
والصعيد: بمصر بلاد واسعة كبيرة فيها عدة مدن عظام منها أسوان، وهي أوله من ناحية الجنوب، ثم قوص وقفط وإخميم والبهنسا وغير ذلك، وهي تنقسم ثلاثة أقسام: الصعيد الأعلى وحده أسوان وآخره قرب إخميم، والثاني من إخميم إلى البهنسا، والأدنى من البهنسا إلى قرب الفسطاط، وذكر أبو عيسى التويس أحد الكتاب الأعيان قال: الصعيد تسعمائة وسبع وخمسون قرية، والصعيد في جنوبي الفسطاط ولاية يكتنفها جبلان والنيل يجري بينهما والقرى والمدن شارعة على النيل من جانبيه وبنحو منه الجنان مشرفة والرياض بجوانبه محدقة أشبه شئ بأرض العراق ما بين واسط والبصرة، وبالصعيد عجائب عظيمة وآثار قديمة، في جبالها وبلادها مغاور مملوءة من الموتى الناس والطيور والسنانير والكلاب جميعهم مكفنون بأكفان غليظة جدا من كتان شبيهة بالأعدال التي تجلب فيها الأقمشة من مصر، والكفن على هيئة قماط المولود لا يبلى، فإذا حللت الكفن عن الحيوان تجده لم يتغير منه شئ، قال الهروي: رأيت جويرية قد أخذ كفنها عنها وفي يدها ورجلها أثر الخضاب من الحناء وبلغني بعد أن أهل الصعيد ربما حفروا الآبار فينتهون إلى الماء فيجدون هناك قبورا منقورة في حجارة كالحوض مغطاة بحجر آخر فإذا كشف عنه وضربه الهواء تفتت بعد أن كان قطعة واحدة، ويزعمون أن الموميا المصري يؤخذ من رؤوس هؤلاء الموتى وهو أجود من المعدني الفارسي، وبالصعيد حجارة كأنها الدنانير المضروبة ورباعيات عليها كالسكة وحجارتها كأنها العدس، وهي كثيرة جدا يزعمون أنها دنانير فرعون وقومه مسخها الله تعالى.
الصعيراء: أرض تقابل صعنبى، وأنشد أبو زياد:
فأصبحت بصعنبى منها إبل، وبالصعيراء لها نوح زجل باب الصاد والغين وما يليهما صغانيان: بالفتح، وبعد الألف نون ثم ياء مثناة من تحت، وآخره نون، والعجم يبدلون الصاد جيما فيقولون جغانيان: ولاية عظيمة بما وراء النهر متصلة