إليه فيعمدون إلى الزقاق الفارغة فينفخونها ويوكونها ثم يصفونها في حوانيتهم وأفنيتهم ليروا أهل المركب أن الزيت عندهم كثير، فلو أقام أهل المركب ما شاء الله أن يقيموا ما ابتاعوا منهم إلا على حكمهم، وأهل سرت يعرفون بعبيد قرلة، وهم يغضبون من ذلك، قال الشاعر يهجوهم:
عبيد قرلة شر البرايا معاملة وأقبحهم فعالا فلا رحم المهيمن أهل سرت ولا أسقاهم عذبا زلالا وقال آخر: يا سرت لا سرت بك الأنفس، لسان مدحي فيكم أخرس ألبستم القبح فلا منظر يروق منكم لا ولا ملبس بخستم في كل أكرومة، وفي الشقا واللؤم لم تبخسوا ولهم كلام يتراطنون به ليس بعربي ولا عجمي ولا ب برى ولا قبطي ولا يعرفه غيرهم، وهم على خلاف أخلاق أهل أطرابلس، فإن أهل أطرابلس من أحسن خلق الله معاشرة وأجودهم معاملة، ومن سرت إلى أطرابلس عشر مراحل وإلى أجد أبية ست مراحل.
سرتة: بضم أوله، وكسر ثانيه، وتاء مثناة من فوق مشددة، وهاء، اسم أعجمي ليس من أوزان العرب مثله: وهي مدينة بالأندلس متصلة الاعمال بأعمال شنت برية، وهي شرقي قرطبة منحرفة نحو الجوف، بينها وبين طليطلة عشرون فرسخا، وأما المحدثون فإنهم يقولون سرتة، بضم أوله، وسكون ثانيه، وتخفيف التاء، ونسبوا إليها، وحكوا عن أبي الوليد يوسف بن عبد العزيز الأندي في كتاب مشتبه الأسماء قال: هو بلد في جوف الأندلس، ونسبوا إليه قاسم بن أبي شجاع السرتي، روى عن أبي بكر الآجري، ذكره ابن ميمون وابن شنظير في شيوخهما، وأما أبو القاسم عبد الله بن فتح بن أبي حامد السرتي حدث عنه أبو إسحاق شنظير، وأنا لا أدرى أهما منسوبان إلى التي بالأندلس أو بإفريقية، وهي بإفريقية أشبه.
سرج: بلفظ السرج الذي يركب عليه: موضع، عن العمراني.
سرج: بضم أوله وثانيه، وآخره جيم، بلفظ جمع سراج: ماء لبنى العجلان في واد، قال بعضهم:
قالت سليمى ببطن القاع من سرج:
لا خير في العيش بعد الشيب والكبر وأنا شاك في الجيم.
سرجة: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وجيم، يشبه أن تكون كلمة فارسية من سروچه ومعناه رأس البئر:
وهو حصن بين نصيبين ودنيسر ودارا من بناء الروم القديم، وهو باق إلى الآن يسكنه الفلاحون، رأيته، في طوله ستة أبراج وفى عرضه مما يلي الطريق أربعة أبراج. وسرجة أيضا: موضع قرب سميساط على شاطئ الفرات. وسرجة: بأرض اليمن مدينة، ورواه بعضهم بالشين المعجمة، والصواب بالسين المهملة. وسرجة أيضا: قرية من قرى حلب ويقال لها سرجة بنى عليم.
سرجهان: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وجيم، وآخره نون: قلعة حصينة على طر ف جبال الديلم تشرف على قاع قزوين وزنجان وأبهر، والكائن فيه يرى زنجان، وهي من أحصن القلاع وأحكمها، رأيتها.