بيت ماله فقال: كم يم ملكنا في هذا الوقت؟
فقال: ستين ألف دينار، فقال: ادفعها إلى عوف، ثم قال: يا عوف لقد ألقيت عصا تطوافك فارجع من حيث جئت، قال: فأقبل خاصة عبد الله عليه يلومونه ويقولون أتجيز أيها الأمير شاعرا في مثل هذا الموضع المنقطع بستين ألف دينار ولم تملك سواها!
قال: إليكم عنى فإني قد استحييت من الكرم أن يسير بي جملي وعوف يقول: عسى جود عبد الله، وفى ملكي شئ لا ينفرد به، ورجع عوف إلى وطنه فسئل عن حاله فقال: رجعت من عند عبد الله بالغنى والراحة من النوى. وقال معن بن زائدة الشيباني:
تمطى بنيسابور ليلى وربما يرى بجنوب الري وهو قصير ليالي إذ كل الأحبة حاضر، وما كحضور من تحب سرور فأصبحت أما من أحب فنازح وأما الألى أقليهم فحضور أراعي نجوم الليل حتى كأني بأيدي عداة سائرين أسير لعل الذي لا يجمع الشمل غيره يدير رحى جمع الهوى فتدور فتسكن أشجان ونلقى أحبة، ويورق غصن للشباب نضير ومن أعيان من ينسب إليها أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي الحكيم صاحب الكتب المصنفة، مات بالري بعد منصرفه من بغداد في سنة 311، عن ابن شيراز، ومحمد بن عمر بن هشام أبو بكر الرازي الحافظ المعروف بالقماطري، سمع وروى وجمع، قال أبو بكر الإسماعيلي: حدثني أبو بكر محمد بن عمير الرازي الحافظ الصدوق بجرجان، وربما قال الثقة المأمون، سكن مرو ومات بها في سنة نيف وتسعين ومائتين، و عبد الرحمن بن محمد بن إدريس أبو محمد ابن أبي حاتم الرازي أحد الحفاظ، صنف الجرح والتعديل فأكثر فائدته، رحل في طلب العلم والحديث فسمع بالعراق ومصر ودمشق، فسمع من يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والربيع بن سليمان والحسن بن عرفة وابيه أبى حاتم وأبى زرعة الرازي و عبد الله وصالح ابني أحمد بن حنبل وخلق سواهم، وروى عنه جماعة أخرى كثيرة، وعن أبي عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا أحمد محمد بن محمد ابن أحمد بن إسحاق الحاكم الحافظ يقول: كنت بالري فرأيتهم يوما يقرؤون على محمد بن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل، فلما فرغوا قلت لابن عبدويه الوراق: ما هذه الضحكة؟ أراكم تقرؤون كتاب التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري عن شيخكم على هذا الوجه وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبى حاتم!
فقال: يا أبا محمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما هذا الكتاب قالا هذا علم حسن لا يستغنى عنه ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا أبا محمد عبد الرحمن الرازي حتى سألهما عن رجل معه رجل وزادا فيه ونقصا منه، ونسبه عبد الرحمن الرازي، وقال أحمد بن يعقوب الرازي: سمعت عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي يقول: كنت مع أبي في الشام في الرحلة فدخلنا مدينة فرأيت رجلا واقفا على الطريق يلعب بحية ويقول: من يهب لي درهما حتى أبلع هذه الحية؟ فالتفت إلى أبي وقال: يا بنى احفظ دراهمك فمن أجلها تبلع الحيات! وقال أبو يعلى الخليل بن عبد الرحمن بن أحمد الحافظ القزويني: أخذ عبد الرحمن بن أبي حاتم علم أبيه وعلم أبى زرعة وصنف