نهاوند يأمره أن يبعث عروة بن زيد الخيل الطائي إلى الري ودستبى في ثمانية آلاف، ففعل وسار عروة لذلك فجمعت له الديلم وأمدوا أهل الري وقاتلوه فأظهره الله عليهم فقتلهم واستباحهم، وذلك في سنة 20 وقيل في سنة 19، وقال أبو نجيد وكان مع المسلمين في هذه الوقائع:
دعانا إلى جرجان والري دونها سواد فأرضت من بها من عشائر رضينا بريف الري والري بلدة لها زينة في عيشها المتواتر لها نشز في كل آخر ليلة تذكر أعراس الملوك الأكابر قال جعفر بن محمد الرازي: لما قدم المهدى الري في خلافة المنصور بنى مدينة الري التي بها الناس اليوم وجعل حولها خندقا وبنى فيها مسجدا جامعا، وجرى ذلك على يد عمار بن أبي الخصيب، وكتب اسمه على حائطها، وتم عملها سنة 158، وجعل لها فصيلا يطيف به فارقين آجر، والفارقين: الخندق، وسماها المحمدية، فأهل الري يدعون المدينة الداخلة المدينة ويسمون الفصيل المدينة الخارجة والحصن المعروف بالزينبدى في داخل المدينة المعروفة بالمحمدية، وقد كان المهدى امر بمرمته ونزله أيام مقامه بالري، وهو مطل على المسجد الجامع ودار الامارة، ويقال: الذي تولى مرمته واصلاحه ميسرة التغلبي أحد وجوه قواد المهدى، ثم جعل بعد ذلك سجنا ثم خرب فعمره رافع بن هرثمة في سنة 278 ثم خربه أهل الري بعد خروج رافع عنها، قال:
وكانت الري تدعى في الجاهلية أزارى فيقال إنه خسف بها، وهي على اثنى عشر فرسخا من موضع الري اليوم على طريق الخوار بين المحمدية وهاشمية الري، وفيها أبنية قائمة تدل على أنها كانت مدينة عظيمة، وهناك أيضا خراب في رستاق من رساتيق الري يقال له البهزان، بينه وبين الري ستة فراسخ يقال إن الري كانت هناك، والناس يمضون إلى هناك فيجدون قطع الذهب وربما وجدوا لؤلؤا وفصوص ياقوت وغير ذلك من هذا النوع، وبالري قلعة الفرخان، تذكر في موضعها، ولم تزل قطيعة الري اثنى عشر ألف الف درهم حتى اجتاز بها المأمون عند منصرفه من خراسان يريد مدينة السلام فلقيه أهلها وشكوا إليه أمرهم وغلظ قطيعتهم فأسقط عنهم منها ألفى ألف درهم وأسجل بذلك لأهلها، وحكى ابن الفقيه عن بعض العلماء قال: في التوراة مكتوب الري باب من أبواب الأرض وإليها متجر الخلق.
وقال الأصمعي: الري عروس الدنيا وإليه متجر الناس، وهو أحد بلدان الأرض، وكان عبيد الله ابن زياد قد جعل لعمر بن سعد بن أبي وقاص ولاية الري إن خرج على الجيش الذي توجه لقتال الحسين ابن علي، رضي الله عنه، فأقبل يميل بن الخروج وولاية الري والقعود، وقال:
أأترك ملك الري والري رغبة، أم ارجع مذموما بقتل حسين وفى قتله النار التي ليس دونها حجاب وملك الري قرة عين فغلبه حب الدنيا والرياسة حتى خرج فكان من قتل الحسين، رضي الله عنه، ما كان. وروى عن جعفر الصادق، رضي الله عنه، أنه قال: الري وقزوين وساوة ملعونات مشؤومات، وقال إسحاق بن سليمان: ما رأيت بلدا أرفع للخسيس من الري،