الجليل قد أحاط منها بما لا يحيط به إلا من رزقه الله قدرة وصبرا وحسن وقوع على الموارد، فهو حين يترجم مثلا لأبي تمام الشاعر في الجزء الثاني من " الغدير " يذكر أسماء الأعلام الذين شرحوا ديوان الحماسة، فيبلغون سبعة وعشرين...
يبدأون بأبي عبد الله محمد بن القاسم، وينتهون بالمرحوم الشيخ سيد بن علي المرصفي من رجال الأدب في زماننا هذا، وهو حين يذكر المؤلفين من أخبار أبي تمام وترجمته يعد عشرات يبدأون بأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر من رجال القرن الثالث الهجري، ويبلغ في زماننا هذا الدكتور عمر فروخ من كتاب عصرنا الحديث.
هذا هو " الغدير " في نظرة عاجلة، أعجلني بها من أمر الزمان وشغل الحدثان ما كنت أود أن تطول معه الوقفة وتعمق النظرة، ولكن علامتنا الكبير الأستاذ " عبد الحسين أحمد الأميني " حري أن يغفر لصديقه السني المصري ما لم يسعفه به زمانه.
واسأل الله أن يجعل من هذا الغدير الصافي صفاء لما بين أهل السنة والشيعة من إخوة إسلامية، يتجهون بها في كتلة واحدة وبناء مرصوص، إلى الحياة الحرة الكريمة التي يعتز بها الإسلام، ويعلو بها في العالم مقام.
والله يوفق أستاذنا العلامة الجليل محمد عبد الغني حسن الغدير يوحد الصفوف في الملأ الإسلامي قد يرى خدن الدجل ممن خالف الحق وخابط الغي بادهان وايهان وجه الحلية في أن يرمي جهودنا الجبارة في إعلاء كلمة الحق وإصلاح المجتمع إلى تفريق الكلمة، وفصم عرى التوحيد في الشعب الديني، لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور، لا جرم أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون، ولعمر الحق نحن لا نبالي قط بالتوصيب والتصعيد ولا نصيخ إلى تلكم الجلبة واللغط، ولا نكترث لكل