الهجرية عدا...
وقد كان بحسب العلامة المكب الدؤوب الجليل الأستاذ " عبد الحسين الأميني " أن يرضا منه بحث " حديث الغدير " بجزء واحد أو بجزأين أو ثلاثة يستوفي فيها الكلام عن رواة " حديث الغدير " من الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، وطبقات الرواة من العلماء إلى عصرنا هذا، والاحتجاج بالحديث، وتحقيق سنده وروايته، ودلالته على تأكيد الولاية للإمام علي كرم الله وجهه، سواء أكان ذلك المفهوم مشتقا من حرفية الحديث، أو مستفادا من آيات القرآن الملابسة للحديث حين نطق به الرسول الكريم على مرأى ومسمع ومشهد من الصحابة.
نعم، قد كان بحسب العلامة " الأميني " هذا حين يحتج لحديث الغدير - غدير خم - وحين يحقق روايته وسنده... ولكنه ذهبت في البحث عن " الغدير " وراء كل مذهب، وجاوز في تعمق الدرس والتقصي كل حد معروف عند المؤلفين حين يؤلفون، وعند الباحثين حين يبحثون...
نعم: لقد مضى " الأميني " الجليل في البحث على طريق وعر المسالك، متشعب النواحي، كثير المسائل، ولم يزده السير في الطريق إلا مواصلة في السير، كوجه البدر المنير يزيدك حسنا إذا ما زدته نظرا...
ورأينا كتاب " الغدير " يمتد به الطريق إلى أجزاء تسعة ضخام، تبلغ من الصفحات بضعة آلاف... ولا يزال الكتاب ينتظر من صبر العلامة " عبد الحسين " وإكبابه وتوفره على التغيير والتنقيب ما يمضي به إلى الغاية التي يستهدفها المؤلف، حتى يتم الكتاب على الوجه الذي يرضى عنه الله، والعلم الصحيح، والضمير السليم.
وقد يكون العلامة " الأميني " النجفي مشربا بحب الإمام علي وشيعته حين يبذل من ذات نفسه، وحين يبذل من ماء عينيه ما يبتغي به الوسيلة عند أهل البيت العلوي الكريم... وقد يكون في عمله هذا مستجيبا لنداء المذهب الذي يدين