الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٢ - الصفحة ١٩٥
النقاد، الشيخ محيى الدين (العاملي) - قدس الله نفسه -.
ولقد بلغني عن بعض فضلاء العجم - وهو خليفة سلطان - قدس الله روحه - وكان منصفا ومتصديا لتدريس المعالم وشرح اللمعة ومطالعة كتب مصنفيهما، وكان له فيهما اعتقاد حسن - أنه قال يوما ما معناه: كنت اسمع أن الشيخ حسن توفي في أثناء تصنيف (المنتقى) و (المعالم)، ومن كان هذا فكره وتحقيقه ليس عجبا وفاته في مثل هذا التصنيف والفكر فيه.
وله - قدس سره - مصنفات وفوائد وخطب اطلعت فيها على كتاب منتفى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان، مجلدان، وكتاب معالم الدين وملاذ المجتهدين برز من فروعه مجلد، وحاشية على مختلف الشيعة في مجلد، عندي منه نسخة بخطه وكتاب مشكاة القول السديد في تحقيق معنى الاجتهاد والتقليد - ذهب فيما ذهب من الكتب - وكتاب الإجازات، والتحرير الطاووسي في الرجال، مجلد، والرسالة الاثنا عشرية في الطهارةوالصلاة، وله ديوان شعر، كان في بلادنا بخطه، سمعت أنه عند أولاد الشيخ نجيب الدين، ومجموع جمعه بخطه يحتوى على نفائس الشعر والفرائد، له ولغيره وهو عندنا بخطه، ومجموع آخر بخطه انتخب فيه من فصول (نسيم الضبا) عشرة فصول، وفيه فوائد وحكايات وأشعار.
انتقل إلى جوار الله تعالى سنة ١٠١١ ه، ولا يحضرني خصوص الشهر واليوم ودفن في بلده (جبع) - قدس الله روحه، ونور ضريحه - فيكون سنه اثنتين وخمسين سنة ".
وقد حكى صاحب الدر المنثور - بعد ذلك - قطعة من شعره الذي ذكره صاحب (أمل الامل) وصاحب (سلافة العصر)، وفيهما شعر كثير من نظمه، فراجعهما وقد ذكرنا هنا ترجمته المفصلة عن حفيده صاحب الدر المنثور لأنه أطلع على أحوال جده من غيره من أرباب المعاجم.
وكتابه (معالم الأصول) هو المعول عليه في التدريس من عصره إلى اليوم بعد ما كان التدريس قبل ذلك في (الشرح العميدي على تهذيب الأصول) للعلامة الحلي، والحاجبي، والعضدي، فرغ من تأليفه ليلة الأحد ثاني ربيع الثاني سنة ٩٩٤ ه طبع عدة مرات، وعليه حواش وتعليقات كثيرة، منها حاشية لولده الشيخ محمد وحاشية لسلطان العلماء مطبوعة، وحاشية لملا صالح المازندراني مطبوعة، وحاشية لملا ميرزا الشيرواني، وهذه الحواشي بعضها مطبوع مستقلا وبعضها على هامش الأصل، وحاشية للشيخ محمد تقي الأصفهاني، كبيرة مطبوعة بإيران، وحاشية للشيخ محمد طه نجف النجفي مطبوعة بإيران، وعليه حواش أخرى مخطوطة لم تطبع.
قال الأفندي في (رياض العلماء): " قد رأيت أكثر مؤلفاته بخطه، وخطه غاية في الجودة والحسن، ورأيت المعالم في الأصول وما خرج من الفروع بخطه الشريف، ونسخة أخرى قد قرئت عليه وعليها حواش منه كثيرة ".
وأما (منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان) فلم يخرج منه غير العبادات في مجلدين، أبان فيه عن فوائد جليلة، وجعل له مقدمة مفيدة واقتصر فيه على إيراد هذين الصنفين من الاخبار على طريقة كتاب (الدر والمرجان) للعلامة الحلي، وذلك لأنه كان لا يعمل في الظاهر بغيرهما، وكذلك كانت طريقة زميله صاحب المدارك، وذكر من رأى نسخته بخطه أنه كان يعرب أحاديثه بالشكل عملا بالحديث المشهور: " أعربوا حديثنا فانا قوم فصحاء ".
أما نسبة المترجم له إلى السيد محمد صاحب المدارك وأخيه السيد نور الدين علي العامليين، فهو أن الشيخ حسن كان خال صاحب المدارك، وكان السيد نور الدين علي - أخو صاحب المدارك لأبيه - أخا الشيخ حسن لامه، وذلك أن أباه الشهيد الثاني - رحمه الله - كان قد مات له أولاد كثيرون صغارا فكان لا يعيش له ولد ذكر وذلك هو الذي حداه على تأليف كتاب (مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد) المطبوع، إلى أن ولد له الشيخ حسن أخيرا، وكان السيد علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي - والد صاحب المدارك - متزوجا ابنة الشهيد الثاني أخت الشيخ حسن من أبيه، وأمها غير أم الشيخ حسن، فولد له منها صاحب المدارك ولذا يعبر (صاحب المدارك) عن الشهيد الثاني - في المدارك - بجدي، ولما قتل الشهيد الثاني تزوج السيد علي المذكور زوجته أم الشيخ حسن، فكان الشيخ حسن ربيبه، فولد له منها السيد نور الدين علي أخو صاحب المدارك لأبيه، وأخو الشيخ حسن لامه، فالشيخ حسن خال صاحب المدارك، وأخو أخيه السيد علي نور الدين لامه.
أما مشايخ المترجم له الذين قرأ عليهم هو وابن أخته صاحب المدارك في (جبل عاملة) والعراق، ورويا عنهم، فهم: الشيخ أحمد بن سليمان العاملي النباطي والسيد علي والد صاحب المدارك، وله منه إجازة بتاريخ سنة ٩٨٤ ه، والسيد علي الصائغ - كما عرفت آنفا - وهو المدفون بقرية (صديق) قرب (تبنين) من بلاد جبل عامل، والظاهر أن ذلك كان قبل ذهابهما إلى العراق، والشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي والد الشيخ البهائي، وله منه إجازة بتاريخ سنة ٩٨٣ ه، وهؤلاء الأربعة كلهم من تلاميذ أبيه، ويروون عن أبيه، والمولى أحمد الأردبيلي - كما عرفت آنفا - والمولى عبد الله اليزدي صاحب الحاشية على المنطق - كما عرفت آنفا -. ويروي - أيضا - المترجم له عن هؤلاء المذكورين عن أبيه ما عدى اليزدي فلا رواية للمترجم له عنه، وما عدى الأردبيلي، فإنه لا يروي عن أبيه.
وعد الأفندي في (رياض العلماء) من مشايخه في الرواية: السيد نور الدين علي ابن فخر الدين الهاشمي العاملي، عنه عن والده الشهيد الثاني (قال): على ما يظهر من بعض إجازات الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني. ويروى بالإجازة عن أبيه الشهيد الثاني، والظاهر أنه أجازه وهو صغير لأنه كان عمره عند شهادة أبيه سبع سنين - كما مر آنفا -.
وأملا تلاميذه فهم كثيرون: (منهم) نجيب الدينعلي بن محمد بن مكي بن عيسى بن حسن العاملي الجبيلي الجبعي، وهو الذي خمس قصيدة للمترجم له وقد ذكرها مع التخميس الشيخ يوسف البحراني في (كشكوله: ج ٣ ص ٢٨٨) طبع النجف الأشرف). (ومنهم) الشيخ عبد اللطيف بن محيي الدين العاملي.
ويقول صاحب أمل الامل - في ترجمته -: " رأيت جماعة من تلامذته وتلامذة السيد محمد وقرأت على بعضهم ورويت عنهم، عنه مؤلفاته وسائر مروياته، منهم:
جدي الاني - الشيخ عبد السلام بن محمدالحر العاملي عم أبي، ونرويها أيضا عن الشيخ حسين بن الحسن الظهيري العاملي عن الشيخ نجيب الدينعلي بن محمد بن مكي عنه ".
ومن تلاميذه أيضا السيد نجم الدين بن محمد الموسوي السكيكي، يروى عنه إجازة، ولا يعلم أقرأ عليه أم لا؟.
ومن تلاميذه - أيضا - الشيخ أبو جعفر محمد، والشيخ أبو الحسن علي، لهما منه إجازة بتاريخ سنة ٩٩٠ ه.
وممن يظن أنه من تلاميذه - أيضا - الشيخ موسى بن علي الجبعي، وتوجد بخطه نسخة من (التحرير الطاووسي) في الخزانة الرضوية كتبه سنة 1011 ه، وهي سنة وفاة مؤلفه المترجم له.
وللمترجم له ذكر في أكثر المعاجم الرجالية (راجع: سلافة العصر: ص 304) طبع مصر، وروضات الجنات (ص 178) طبع إيران، وأمل الامل (ص 10) طبع إيران وتكملته لسيدنا الحجة الحسن الصدر الكاظمي (مخطوط)، وخاتمة مستدرك الوسائل (ج 3 ص 391)، طبع إيران، ورياض العلماء للأفندي (مخطوط) ولؤلؤة البحرين (ص 31) طبع إيران، و (ص 45) طبع النجف الأشرف. ونقد الرجال للتفريشي (ص 90) طبع إيران، ومنتهى المقال (ص 94)، طبع إيرانوتنقيح المقال (ص 281)، طبع النجف الأشرف، وأعيان الشيعة (ج 1 ص 374)، طبع دمشق، وغيرها من المعاجم الرجالية.
الحسين بن المختار القلانسي: من أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام كثير الرواية عنهما. درج أقوال الرجاليين القدماء في توثيقه، حتى الشيخ في (فهرسته) إلا أنه في (رجاله) رماه بالوقف وتبعه ابن شهرآشوب وابن داود والعلامة. واعترض البهائي على الشيخ في ذلك. وبالنتيجة: إثبات توثيقه بعدة مؤيدات