مع أن طريقة مكالماته ومخاطباته ومحاوراته مع المكلفين بطريقة العرف واللغة - كما ذكرنا في الفوائد -، وأهل العرف لا يفهمون ذلك، كما أن اللغة أيضا لا تقتضي ذلك، فكيف يكتفي في الايصال والابلاغ والبيان وإتمام الحجة عليهم بما ذكر، مع أنه شئ لا يعرفه العلماء والبلغاء، فكيف عامة المكلفين؟ نعم ورد في غير واحد من الأخبار المعتبرة المفتي بمضمونها الحجة عند الأصحاب أنهم عليهم السلام قالوا: (ابدأ بما بدأ الله) (1) مشيرين إلى ما بدأ الله في القرآن، وإن ورد ذلك في مواضع خاصة مثل: الوضوء والصفا والمروة (2) على ما هو ببالي، أو غير ذلك.
إلا أنه تحقق أن العبرة بعموم اللفظ، لا خصوص المحل، فيظهر من هذا أن القاعدة في الترتيب الذكري الذي هو في القرآن أن يترتب بحسب الحكم الشرعي، ويؤيده أن في القرآن إشارات للأذكياء الحذاق، فتأمل.