تفسير القرآن بالرأي.
ومهما يكن من أمر فقد توسعت هذه الحركة العلمية وشقت طريقها إلى الأوساط العلمية الشيعية وفرضت طريقتها على العقلية الفقهية الشيعية بفضل الجهود التي بذلها مؤسس هذه الطريقة الأمين الاسترآبادي رحمه الله فقد كان الأمين الاسترآبادي شخصية قوية من الناحية العلمية، ويبدو على مناقشاته وأبحاثه في كتابه (الفوائد المدنية) القدرة على البحث العلمي والدقة العلمية.
وقد أشغلت هذه المعارضة العلمية التي قادها الأمين الاسترآبادي فقهاء الشيعة فترة من الزمان، وأدخلتهم في صراع لم يكن لهم به عهد من قبل.
وقد يكون الذي حدث خيرا لهذا العلم فإن هذا الصراع قد فتح لهذا العلم فرصا جيدة للنمو والتكامل والتلاقح... لم يتم لولا ظروف هذا الصراع.
تطور علم الأصول بعد الأمين الاسترآبادي:
وظهر في هذه الفترة نفر من كبار علماء الأصول جاءوا من بعد هذه المعركة الفكرية التي أثارها الأمين الاسترآبادي... حاولوا أن يثروا هذا العلم بتحقيقات جديدة وأن يحكموا بناء هذا العلم ويقننوه ويحدثوا في مناهج البحث الأصولي تغييرات جوهرية.
وهذه الحركة العلمية التي قام بها هذا النفر من العلماء كان لها دور كبير في إعادة الحيوية إلى البحث الأصولي وإن لم يكن لها دور حاسم في أضعاف الاتجاه الاخباري وتطويقه، فقد بقيت المدرسة الأخبارية رغم ظهور علماء كبار في أصول الفقه في هذه الفترة تتحرك بقوة في أوساط الفقه