28141 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
فيم أنت من ذكراها قال: الساعة.
وقوله: إلى ربك منتهاها يقول: إلى ربك منتهى علمها، أي إليه ينتهي علم الساعة، لا يعلم وقت قيامها غيره.
وقوله: إنما أنت منذر من يخشاها يقول تعالى ذكره لمحمد: إنما أنت رسول مبعوث بإنذار الساعة من يخاف عقاب الله فيها على إجرامه، ولم تكلف علم وقت قيامها، يقول: فدع ما لم تكلف علمه، واعمل بما أمرت به، من إنذار من أمرت بإنذاره.
واختلف القراء في قراءة قوله: منذر من يخشاها فكان أبو جعفر القارئ وابن محيصن يقرآن: منذر بالتنوين، بمعنى: أنه منذر من يخشاها وقرأ ذلك سائر قراء المدينة ومكة والكوفة والبصرة بإضافة منذر إلى من.
والصواب من القول في ذلك عندي: أنهم قراءتان معروفتان، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
وقوله: كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها يقول جل ثناؤه: كأن هؤلاء المكذبين بالساعة، يوم يرون أن الساعة قد قامت، من عظيم هولها، لم يلبثوا في الدنيا إلا عشية يوم، أو ضحا تلك العشية والعرب تقول: آتيك العشية أو غداتها، وآتيك الغداة أو عشيتها، فيجعلون معنى الغداة، بمعنى أول النهار، والعشية: آخر النهار، فكذلك قوله: إلا عشية أو ضحاها إنما معناها إلا آخر يوم أو أوله، وينشد هذا البيت:
نحن صبحنا عامرا في دارها * عشية الهلال أو سرارها يعني: عشية الهلال، أو عشية سرار العشية.
28142 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها وقت الدنيا في أعين القوم حين عاينوا الآخرة.