فمررت به، فقال: هل طعمت شيئا؟ قلت: نعم، قال: أفضت على نفسك من الماء؟ قلت:
نعم، قال: فأخبرني ما فعلت بزكاتك؟ قلت: قد وجهتها، قال: إنما أردتك لهذا، ثم قرأ:
قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى وقال: إن أهل المدينة لا يرون صدقة أفضل منها، ومن سقاية الماء.
وقوله: وذكر اسم ربه فصلى اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: وذكر اسم ربه فصلى فقال بعضهم: معنى ذلك: وحد الله. ذكر من قال ذلك:
28655 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس وذكر اسم ربه فصلى يقول: وحد الله سبحانه وتعالى.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وذكر الله ودعاه ورغب إليه.
والصواب من القول في ذلك: أن يقال: وذكر الله فوحده، ودعاه ورغب إليه، لان كل ذلك من ذكر الله، ولم يخصص الله تعالى من ذكره نوعا دون نوع.
وقوله: فصلى اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: عني به:
فصلى الصلوات الخمس. ذكر من قال ذلك:
28656 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: فصلى يقول: صلى الصلوات الخمس.
وقال آخرون: عني به: صلاة العيد يوم الفطر.
وقال آخرون: بل عني به: وذكر اسم ربه فدعا وقالوا: الصلاة ههنا: الدعاء.
والصواب من القول أن يقال: عني بقوله: فصلى: الصلوات، وذكر الله فيها بالتحميد والتمجيد والدعاء.
وقوله: بل تؤثرون الحياة الدنيا يقول للناس: بل تؤثرون أيها الناس زينة الحياة الدنيا على الآخرة والآخرة خير لكم وأبقى يقول: وزينة الآخرة خير لكم أيها الناس وأبقى بقاء، لان الحياة الدنيا فانية، والآخرة باقية، لا تنفد ولا تفنى. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
28657 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة بل تؤثرون الحياة