28637 - حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
قدر فهدى قال: هدى الانسان للشقوة والسعادة، وهدى الانعام لمراتعها.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: هدى الذكور لمأتى الإناث. وقد ذكرنا الرواية بذلك فيما مضى.
والصواب من القول في ذلك عندنا: أن الله عم بقوله فهدى الخبر عن هدايته خلقه، ولم يخصص من ذلك معنى دون معنى، وقد هداهم لسبيل الخير والشر، وهدى الذكور لمأتى الإناث، فالخبر على عمومه، حتى يأتي خبر تقوم به الحجة، دال على خصوصه. واجتمعت قراء الأمصار على تشديد الدال من قدر، غير الكسائي فإنه خففها.
والصواب في ذلك التشديد، لاجماع الحجة عليه.
وقوله: والذي أخرج المرعى يقول: والذي أخرج من الأرض مرعى الانعام، من صنوف النبات وأنواع الحشيش. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
28638 - حدثني يعقوب بن مكرم، قال: ثنا الحفري، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن أبي رزين أخرج المرعى قال: النبات.
28639 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: والذي أخرج المرعى... الآية، نبت كما رأيتم، بين أصفر وأحمر وأبيض.
وقوله: فجعله غثاء أحوى يقول تعالى ذكره: فجعل ذلك المرعى غثاء، وهو ما جف من النبات ويبس، فطارت به الريح وإنما عني به ههنا أنه جعله هشيما يابسا متغيرا إلى الحوة، وهي السواد، من بعد البياض أو الخضرة، من شدة اليبس. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
28640 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله: غثاء أحوى يقول: هشيما متغيرا.
28641 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
غثاء أحوى قال: غثاء السيل أحوى، قال: أسود.