وقال آخرون: بل عني بالعليين: الجنة. ذكر من قال ذلك:
28400 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله إن كتاب الأبرار لفي عليين قال: الجنة.
وقال آخرون: عند سدرة المنتهى. ذكر من قال ذلك:
28401 - حدثني جعفر بن محمد البزوري من أهل الكوفة، قال: ثنا يعلى بن عبيد، عن الأجلح، عن الضحاك قال: إذا قبض روح العبد المؤمن عرج به إلى السماء، فتنطلق معه المقربون إلى السماء الثانية، قال الأجلح: قلت: وما المقربون؟ قال: أقربهم إلى السماء الثانية، فتنطلق معه المقربون إلى السماء الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة، ثم السادسة، ثم السابعة، حتى تنتهي به إلى سدرة المنتهى. قال الأجلح: قلت للضحاك: لم تسمى سدرة المنتهى؟ قال: لأنه ينتهي إليها كل شئ من أمر الله لا يعدوها، فتقول: رب عبدك فلان، وهو أعلم به منهم، فيبعث الله إليهم بصك مختوم يؤمنه من العذاب، فذلك قول الله: كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون.
وقال آخرون: بل عني بالعليين: في السماء عند الله. ذكر من قال ذلك:
28402 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: إن كتاب الأبرار لفي عليين يقول: أعمالهم في كتاب عند الله في السماء.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أن كتاب الأبرار في عليين والعليون: جمع، معناه: شئ فوق شئ، وعلو فوق علو، وارتفاع بعد ارتفاع، فلذلك جمعت بالياء والنون، كجمع الرجال، إذا لم يكن له بناء من واحده واثنيه، كما حكي عن بعض العرب سماعا: أطعمنا مرقة مرقين: يعن اللحم المطبوخ كما قال الشاعر:
قد رويت إلا الدهيد هينا * قليصات وأبيكرينا