يقول تعالى ذكره: إن هذا القرآن، وقوله: هو من ذكر القرآن إلا ذكر للعالمين يقول: إلا تذكرة وعظة للعالمين من الجن والإنس لمن شاء منكم أن يستقيم فجعل ذلك تعالى ذكره، ذكرا لمن شاء من العالمين أن يستقى، ولم يجعله ذكرا لجميعهم، فاللام في قوله: لمن شاء منكم إبدال من اللام في للعالمين. وكان معنى الكلام: إن هو إلا ذكر لمن شاء منكم أن يستقيم على سبيل الحق فيتبعه، ويؤمن به. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
28325 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله : لمن شاء منكم أن يستقيم قال: يتبع الحق.
وقوله: وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين يقول تعالى ذكره: وما تشاءون أيها الناس الاستقامة على الحق، إلا أن يشاء الله ذلك لكم. وذكر أن السبب الذي من أجله نزلت هذه الآية ما:
28326 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، لما نزلت لمن شاء منكم أن يستقيم قال أبو جهل:
ذلك إلينا، إن شئنا استقمنا، فنزلت: وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن سعيد بن عبد العزيز، عن سليمان بن موسى، قال: لما نزلت هذه الآية: لمن شاء منكم أن يستقيم قال أبو جهل: الامر إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنزل الله: وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين.
حدثني ابن البرقي، قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة، عن سعيد، عن سليمان بن موسى، قال: لما نزلت هذه الآية: لمن شاء منكم أن يستقيم قال أبو جهل: ذلك إلينا، إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، فأنزل الله: وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين.