الحقائق التي ترتبط بالجانب النفسي للمجتمع الذي يواجه دعوة جديدة، وهذه الحقيقة هي أن نكران الآخرة وعدم الايمان بها انما يقوم على أساس نفسي وعاطفي لا على أساس موضوعي ودراسة علمية، هذا الشئ الذي عبر عنه القرآن الكريم بالجحود، وذلك لان الدراسة الموضوعية كانت تقتضي ان تنتهي الحالة بالناس إلى الايمان بالآخرة بعد أن أكدت الآيات والمعاجز ارتباط النبي بعالم الغيب، وهذه الآيات والمعاجز توفر عناصر اليقين عند الانسان العادي الذي يعيش وضعية عاطفية مستوية ومستقيمة ونتيجة لذلك (وهو عدم الايمان بالرغم من توفر الأدلة والحجج) ينزل العذاب بالكافرين بعد أن لم يستجيبوا للحقائق والأدلة.
ولا يفوتنا ان ننبه هنا إلى نكتة دقيقة ولطيفة وشاهد يؤكد لنا أن القصة سيقت لهذا الغرض هو أن القرآن يصور لنا خوف موسى من العصا بالشكل الذي يدعوه إلى الهروب، وفي هذا تأكيد ان هذا التحول في حالة (العصا) كان نتيجة تدخل غيبي ولذا ترك أثره على موسى نفسه، لا أنه نتيجة عمل بشري قام به موسى، ولعل السر في تكرار القصة هنا هو السببان التاليان:
الأول: أن المقطع جاء في عرض قصصي مشترك لتأكيد تفسير اسلامي لموقف المنكرين للقرآن والدعوة على أساس عدم كفاية الآيات والمعجزات لاثباتها وقد عرفنا في هذا التأكيد السبب الثاني للتكرار كما سبق.
الثاني: أن القصة جاءت مختصرة في تصوير الموقف وهذا يدعونا لان نرى أنها وردت في مرحلة متقدمة من مراحل الدعوة حين كان يعالج القرآن مشاكلها بشكل مختصر، وهذا ما ذكرناه سببا ثالثا للتكرار.
الموضع الرابع عشر:
الآيات التي جاءت في سورة القصص والتي تبدأ بقوله تعالى: (نتلو عليك من