الأول أو الثاني من أسباب التكرار.
الموضع الخامس عشر:
الآيات التي جاءت في سورة المؤمن والتي تبدأ بقوله تعالى: (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب) (1) والتي تختم بقوله تعالى: (فستذكرون ما أقول لكم وافوض أمري إلى الله ان الله بصير بالعباد * فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب) (2).
ويلاحظ في هذا المقطع من القصة ما يلي:
الأول: ان السورة التي جاء فيها هذا المقطع تتحدث في مطلعها عن مصير من يجادل في آيات الله: (ما يجادل في آيات الله الا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد) (3).
الثاني: ان القصة تأتي في سياق أن هذا المصير للمجادلين نتيجة طبيعية لعنادهم بعد أن تأتيهم البينات فيكفرون بها: (أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق) (4).
الثالث: أن القصة تؤكد بشكل واضح موقف مؤمن آل فرعون والأساليب التي استعملها في دعوته لهم ومحاولته ذات الجانب العاطفي في هدايتهم مع تذكيرهم بمصير من سبقهم من الأمم وما ينتظرهم نتيجة لعنادهم وكفرهم. وقبالة هذا الموقف يظهر لنا موقف فرعون وقد تمادى في غيه حتى حاول أن يطلع على اله موسى.