" وكان في وقت المساء، أن داود قام عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحم وكانت المرأة جميلة المنظر جدا.
فأرسل داود وسأل عن المرأة فقيل: إنها (بتشبع) (1) بنت (اليعام) وزوجة (أوريا الحتي) (2).
فأرسل داود رسلا وأخذها فدخلت عليه، فاضطجع معها وهي طاهرة من طمثها، ثم رجعت إلى بيتها، وحبلت المرأة فأرسلت وأخبرت داود بأنها حبلى.
وبعد علمه بحمل (بتشبع) بعث داود برسالة إلى (يوآب) (3) طلب منه فيها أن يبعث (أوريا) إليه، فبعث (يوآب) (أوريا) إليه، وفور وصوله إلى قصر داود، استفسر منه عن سلامة (يوآب) وسلامة الجيش وعن سير المعارك.
وهنا أمر داود (أوريا) بأن يذهب إلى بيته ويغسل رجليه، فخرج أوريا من قصر داود، وبعث داود خلفه أنواعا من الطعام، إلا أن أوريا نام عند باب قصر داود مع بقية عبيد سيده داود ولم يذهب إلى بيته، وعندما علم داود أن أوريا لم يذهب إلى بيته، قال داود لأوريا: ألم تكن قد عدت من السفر؟ فلماذا لا تذهب إلى بيتك؟ فقال لداود: إن الصندوق وإسرائيل ويهودا وسيدي (يوآب) وعبيد سيدي يعيشون تحت الخيام في الصحراء؟ فهل يصح أن أذهب إلى بيتي لآكل وأشرب وأنام فيه؟ أقسم بحياتك أني لا أفعل ذلك.
وفي الصباح بعث داود برسالة إلى (يوآب) بيد (أوريا) وكتب في الرسالة يقول: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت، ففعل به ذلك فقتل وأخبر داود بذلك.