وبملاحظة نقطة واحدة يحل هذا الإشكال، وهي أن تهيئة الشئ ليس نابعا من كون القدرة محدودة دائما، بل قد يكون أحيانا من أجل تهدئة الخاطر واطمئنان النفس أكثر، وقد يكون أحيانا من أجل زيادة الاحترام والإكرام، ولذلك فإننا إذا دعونا ضيفا، وبدأنا بتهيئة وسائل استقباله وضيافته، فسنكون قد اهتممنا به واحترمناه أكثر، على عكس ما إذا قمنا بهذا الاستعداد لإستقباله يوم مجيئه، وفي ساعة وصوله، فإن هذا كاف لوحده في الدلالة على عدم اهتمامنا وقلة احترامنا لهذا الضيف.
وفي الوقت نفسه، لا يمنع هذا الكلام من تعاظم الأجر والثواب وزيادته وفق العمل، وأن المؤمنين كلما اجتهدوا أكثر في تهذيب أنفسهم وتطهيرها، فإن الأجور الإلهية المعدة لهم تتكامل أكثر وتعظم، وتسير نحو الكمال بنفس النسبة التي يتكاملون فيها.
* * *