مالك (1).
وروى ابن عباس أيضا هذا الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) (2).
وهنا مسألة تستحق الانتباه، وهي أن تكرار هذه الأمر ستة أشهر أو ثمانية أو تسعة أشهر بصورة مستمرة جنب بيت فاطمة إنما هو لبيان هذه المسألة تماما لئلا يبقى مجال للشك لدى أي شخص بأن هذه الآية قد نزلت في شأن هؤلاء النفر فقط، خاصة وأن الدار الوحيدة التي بقي بابها مفتوحا إلى داخل المسجد بعد أن أمر الله نبيه بأن تغلق جميع أبواب بيوت الآخرين، هي دار فاطمة (عليها السلام)، ولا شك أن جماعة من الناس كانوا يسمعون ذلك القول من النبي (صلى الله عليه وآله) حين الصلاة هناك - تأملوا ذلك -.
ومع ذلك، فإن مما يثير العجب أن بعض المفسرين يصرون على أن للآية معنى عاما تدخل فيه أزواج النبي، بالرغم من أن أكثر علماء الإسلام، السنة منهم والشيعة، قد حددوها بهؤلاء الخمسة.
ومما يستحق الالتفات أن عائشة - زوجة النبي لم تكن تدع شيئا في ذكر فضائلها، ودقائق علاقتها بالنبي (صلى الله عليه وآله) بشهادة الروايات الإسلامية، فإذا كانت هذه الآية تشملها فلابد أنها كانت ستتحدث بها في المناسبات المختلفة، في حين لم يرو شئ من ذلك عنها مطلقا.
د: رويت روايات عديدة عن الصحابي المعروف " أبي سعيد الخدري " تشهد بصراحة بأن هذه الآية قد نزلت في شأن هؤلاء الخمسة الأطهار: " نزلت في خمسة: في رسول الله، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين " (3). وهذه الروايات كثيرة بحيث عدها بعض المحققين متواترة.