خاصة بأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله). وجملة (يريد) إشارة إلى إرادة الله التكوينية، وإلا فإن الإرادة التشريعية - وبتعبير آخر لزوم تطهير أنفسهم - لا تنحصر بأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، فإن كل الناس مكلفون بأن يتطهروا من كل ذنب ومعصية.
من الممكن أن يقال: إن الإرادة التكوينية توجب أن يكون ذلك جبرا، إلا أن جواب ذلك يتضح من ملاحظة البحوث التي أوردناها في مسألة كون الأنبياء والأئمة معصومين، ويمكن تلخيص ذلك هنا بأن للمعصومين أهلية اكتسابية عن طريق أعمالهم، ولهم لياقة ذاتية موهوبة لهم من قبل الله سبحانه، ليستطيعوا أن يكونوا أسوة للناس.
وبتعبير آخر فإن المعصومين نتيجة للرعاية الإلهية وأعمالهم الطاهرة، لا يقدمون على المعصية مع امتلاكهم القدرة والاختيار في إتيانها، تماما كما لا نرى عاقلا يرفع جمرة من النار ويضعها في فمه، مع أنه غير مجبر ولا مكره على الامتناع عن هذا العمل، فهذه الحالة تنبعث من أعماق وجود الإنسان نتيجة المعلومات والاطلاع، والمبادئ الفطرية والطبيعية، من دون أن يكون في الأمر جبر وإكراه.
ولفظة " الرجس " تعني الشئ القذر، سواء كان نجسا وقذرا من ناحية طبع الإنسان، أو بحكم العقل أو الشرع، أو جميعها (1). وما ورد في بعض الأحيان من تفسير " الرجس " بالذنب أو الشرك أو البخل والحسد، أو الاعتقاد بالباطل، وأمثال ذلك، فإنه في الحقيقة بيان لمصاديقه، وإلا فإن مفهوم هذه الكلمة عام وشامل لكل أنواع الحماقات بحكم (الألف واللام) التي وردت هنا، والتي تسمى بألف ولام الجنس.
و " التطهير " الذي يعني إزالة النجس، هو تأكيد على مسألة إذهاب الرجس