أولادها بتلك العلائم التي قررها شعيب (1)، وقدمها شعيب مع كامل الرغبة إلى موسى.
ومن البديهي أن موسى (عليه السلام) لا يقنع في قضاء جميع عمره برعي الغنم، وإن كان وجود " شعيب " إلى جانبه يعد غنيمة كبرى.
فعليه أن ينهض إلى نصرة قومه، وأن يخلصهم من قيود الأسر، وينقذهم من حالة الجهل وعدم المعرفة.
وعليه أن ينهي وجود الظلمة وحكام الجور في مصر، وأن يحطم الأصنام، وأن يجد المظلومون العزة بالله معه، هذا الإحساس كان يدفع موسى للسفر إلى قومه.
وأخيرا جمع موسى أثاثه ومتاعه وأغنامه وتهيأ للسفر.
ويستفاد ضمنا من التعبير ب " الأهل " التي وردت في آيات كثيرة في القرآن أن موسى (عليه السلام) كان عنده هناك غير زوجته ولد أو أولاد، كما تؤيد الروايات الإسلامية هذا المضمون، وكما صرح بهذا المعنى في " التوراة " في سفر الخروج، وإضافة إلى كل ذلك فإن زوجته كانت حاملا أيضا.
وعند عودته من مدين إلى وطنه أضاع الطريق، ولئلا يقع أسيرا بيد الظلمة من أهل الشام اختار طريقا غير مطروق.
وعلى كل حال فإن القرآن يقول في أول من آية هذا المقطع: فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله انس من جانب الطور نارا ثم التفت إلى أهله وقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون أي (تتدفؤون).
" آنست ": مشتقة من مادة " إيناس " ومعناها المشاهدة والرؤية المقترنة بالهدوء والراحة.