للتوبة من غير استفهام كقوله تعالى * (سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم) * (1) وأما: ماء في قوله تعالى * (فأما يأتينكم مني هدى) * (2) فيقال هو شرط ذكره بحرف الشك للتنبيه على أن إتيان الرسل عليهم السلام أمر جائز غير واجب كما ظنه أهل التعليم وضمت إليها ما لتأكيد معنى الشرط ولذلك أكد فعلها بالنون وتكون عاطفة كمعنى أو في التحير والابهام وصدر الكلام معها مبني على الشك، ولا تأتي إلا مكررة قال تعالى * (إما شاكرا وإما كفورا) * (3) وقال تعالى * (إما العذاب وإما الساعة) * (4) (ان) فتكون بمعنى المصدر كما قال تعالى * (أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون) * (5) قال سيبويه: إن الثانية مبدلة من إن الأولى والمعنى إنكم مخرجون إذا متم، وقال الفراء والمبرد: الثانية مكررة للتوكيد لما طل الكلام وكان تكريرها حسنا، وتأتي إن أول الكلام كقوله تعالى * (إنا أعطيناك الكوثر) * (6) وتأتي بعد القول كقوله تعالى: * (قال إن الله اصطفيه عليكم) * (7) وتأتي بعد القسم كقوله تعالى: * (والعصر) * (8) * (إن الإنسان لفي خسر) * (9) وسائر الكلام في غير هذه تفتح فيه.
(إنا وإياكم) في قوله تعالى * (إنا أو إياكم لعلى هدى) * (10) هذا كما يقول أحدنا: كاذب وأنت تعلم إنه صادق، وفي حديث أبي ذر (11) قال لفلان: اشهد أن النبي صلى الله عليه وآله قال إني وإياك لفرعون هذه الأمة يريد انك ولكنه ألقاه إليه تعريضا