آل طريح وممن نزح من الحلة إلى النجف في منتصف القرن السادس الشيخ يعقوب الأسدي (1) وجماعة من أبناء عمومته وأقاربه، رغبة في المجاورة، و تجنبا من الفتن والخصومات، فاتخذوا مساكنهم في الجهة الشرقية (2) من مشهد الإمام عليه السلام، ثم اشتهر أبنائهم فيما بعد باسرة آل طريح (3) التي خلفت لها كثيرا من الأسر والأرومات في المدن العراقية كالحلة وكربلا وبغداد والبصرة، غير من سكن منهم إيران والبلدان المجاورة الأخرى.
وقد نبغ من هذه الأسرة المعرفة بالمجد والسؤدد فربق كبير من العلماء والمجتهدين والشعراء والأدباء، فلا تكاد أن تتصفح كتابا من كتب التاريخ والتراجم إلا أن تقع على ذكر لأحد أعلامها وما لهذه الأسرة من المفاخر الجليلة والأمجاد الفذة وما سجله التاريخ لعلمائها وأدبائها من روائع الآثار وجلائل الأعمال " كما كانت لهم سدانة المشهد العلوي والولاية العامة في النجف في القرن السادس الهجري " (4).
الشيخ فخر الدين وكان أشهرهم آثارا وأبعدهم صيتا وأكثرهم ذكرا في القرن الحادي عشر العالم اللغوي الفقيه المحدث الشيخ فخر الدين الطريحي قدس سره.