سليمان بن خالد روى أن في تسع عشرة يكتب وفد الحاج. فقال: يا أبا محمد! وفد الحاج يكتب في ليلة القدر، والمنايا والبلايا والأرزاق، ما يكون إلى مثلها في قابل، فاطلبها في إحدى وثلاث، وصل في كل واحدة منهما مائة ركعة، وأحيهما إن استطعت إلى النور، واغتسل فيهما. قال قلت: فإن لم أقدر على ذلك، وأنا قائم؟ قال:
فصل وأنت جالس. قلت: فإن لم أستطع؟ قال: فعلى فراشك. قلت: فإن لم أستطع؟ فقال: لا، عليك أن تكتحل أول الليل بشئ من النوم، إن أبواب السماء تفتح في شهر رمضان، وتصفد الشياطين، وتقبل أعمال المؤمنين، نعم الشهر شهر رمضان، كان يسمى على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المرزوق.
وفي رواية عبد الله بن بكير، عن زرارة عن أحدهما قال: سألته عن الليالي التي يستحب فيها الغسل في شهر رمضان، فقال: ليلة تسع عشرة، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين. وقال: ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة الجهني.
وحديثه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن منزلي نأى عن (المدينة، فمرني بليلة أدخل فيها. فأمره بليلة ثلاث وعشرين.
قال الشيخ أبو جعفر (ره): واسم الجهني عبد الله بن أنيس الأنصاري. وقيل:
إنها ليلة سبع وعشرين، عن أبي بن كعب وعائشة. وروي أن ابن عباس وابن عمر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تحروها ليلة سبع وعشرين)، وعن زر بن حبيش قال:
قلت لأبي يا أبا المنذر! من أين علمت أنها ليلة سبع وعشرين؟ قال: بالآية التي أنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: تطلع الشمس غداتئذ، كأنها طست ليس لها شعاع. وقال بعضهم: إن الله قسم كلمات السورة على ليالي شهر رمضان، فلما بلغ السابعة والعشرين، أشار إليها فقال: هي. وقيل: إنها ليلة تسع وعشرين. وروي عن أبي بكرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول التمسوها في العشر الأواخر في تسع بقين، أو سبع بقين، أو خمس بقين، أو ثلاث بقين، أو آخر ليلة، والفائدة في إخفاء هذه الليلة، أن يجتهد الناس في العبادة، ويحيوا جميع ليالي شهر رمضان، طمعا في إدراكها، كما أن الله سبحانه أخفى الصلاة الوسطى في الصلوات الخمس، واسمه الأعظم في الأسماء، وساعة الإجابة في ساعات الجمعة.
والضرب الثالث: ذكر بعض ما ورد في فضل هذه الليلة. روى ابن عباس عن النبي أنه قال: (إذا كان ليلة القدر، تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى،