والأشقى المراد بهما التقي والشقي، كما قال طرفة:
تمنى رجال أن أموت، وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد أراد بواحد، ثم وصف سبحانه الأتقى فقال: (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) أي ولم يفعل الأتقى ما فعله من إيتاء المال، وإنفاقه في سبيل الله، ليد أسديت إليه يكافئ عليها، ولا ليد يتخذها عند أحد من الخلق. (إلا ابتغاه وجه ربه الأعلى) أي ولكنه فعل ما فعل، يبتغي به وجه الله ورضاه وثوابه. وإنما ذكر الوجه طلبا لشرف الذكر. والمعنى: إلا الله، ولابتغاء ثواب الله (ولسوف يرضى) أي:
ولسوف يعطيه الله من الجزاء والثواب، ما يرضى به، فإنه يعطيه كل ما تمنى، ولم يخطر بباله، فيرضى به لا محالة.