تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج ١٠ - الصفحة ٢٥٢
تواليها يتبع بعضها بعضا. وأرداف الملوك في الجاهلية: الذين يخلفون الملوك.
والردفان: الليل والنهار. والوجيف: شدة الاضطراب. وقلب واجف. مضطرب.
والوجيف: سرعة السير. وأوجف في السير: أسرع وأزعج الركاب فبه. والحافرة بمعنى المحفورة مثل ماء دافق أي مدفوق. وقيل: الحافرة الأرض المحفورة. ورجع الشيخ في حافرته أي رجع من حيث جاء، وذلك كرجوع القهقري. قال:
أحافرة على صلع، وشيب، * معاذ الله من سفه، وعار أي أرجوعا إلى حال الشباب وأوله. ويقال: النقد عند الحافر أي لا يزول حافر الفرس حتى ينقد الثمن، لأنه لكرامته لا يباع نسيئة، ثم كثر حتى قيل في غير الحافرة. والساهرة: وجه الأرض. والعرب تسمي وجه الأرض من الفلاة ساهرة أي: ذات سهر، لأنه يسهر فيها خوفا منها. قال أمية بن أبي الصلت:
وفيها لحم ساهرة، وبحر، * وما فاهوا به لهم مقيم (1) أي وفيها صيد البر والبحر. وقال آخر:
فإنما قصرك ترب الساهرة * ثم تعود بعدها في الحافرة (2) الاعراب: جواب القسم محذوف على تقدير ليبعثن. وقيل الجواب في (إن في ذلك لعبرة) (يوم ترجف الراجفة): نصب باذكر. وإن شئت كان نصبا بمدلول قوله (قلوب يومئذ واجفة) على تقدير يوم ترجف الراجفة، رجفت قلوبهم. ويكون (يومئذ) بدلا من (يوم ترجف الراجفة).
المعنى: (والنازعات غرقا) اختلف في معناها على وجوه أحدها: إنه يعني الملائكة الذين ينزعون أرواح الكفار عن أبدانهم بالشدة، كما يغرق النازع في القوس، فيبلغ بها غاية المدى. وروي ذلك عن علي (ع) ومقاتل وسعيد بن جبير.
وقال مسروق: هي الملائكة تنزع نفوس بني آدم. وقيل: هو الموت ينزع النفوس، عن مجاهد. وروي ذلك عن الصادق (ع). وثانيها: إنها النجوم تنزع من أفق إلى

(1) يصف الجنة بأنهم يطعمون فيها لحما من الصيد.
(2) هذا بيت من خمسة أبيات من مشطور الرجز قالها الهمداني يوم القادسية، يخاطب بها فرسه، وبعده، (من بعد ما كنت عظاما نخرة) قوله قصرك أي: نهاية أمرك، وغايته.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست