منه أو خصومنا وأما كون الجعد بن درهم من أهل حران فالنسبة صحيحة وترتيب هذا السند الذي ذكره سيسأله الله تعالى عنه والله من ورائه بالمرصاد.
وليت لو اتبعه أن سند دعواه وعقيدته أن فرعون ظن أن إله موسى في السماء ثم أضاف المقالة إلى بشر المزني وذكر أن هذه التأويلات هي التي أبطلتها الأئمة ورد بها على بشر وأن ما ذكره الأستاذ أبو بكر بن فورك والإمام فخر الدين الرازي قدس الله روحهما هو ما ذكره بشر وهذا بهرج لا يثبت على محك النظر القويم ولا معيار الفكر المستقيم فإنه من المحال أن تنكر الأئمة على بشر أن يقول ما تقوله العرب وهذان الإمامان ما قالا إلا ما قالته العرب وما الانكار على بشر إلا فيما يخالف فيه لغة العرب وأن يقول عنها ما لم تقله ثم أخذ بعد ذلك في تصديق عزوته إلى المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم وشرع في النقل عنهم فقال قال الأوزاعي كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله تعالى ذكره فرق عرشه فنقول له أول ما بدأت به الأوزاعي وطبقته ومن بعدهم، فأين السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار؟ وأما قول الأوزاعي فأنت قد خالفته ولم تقل به لأنك قلت إن الله ليس فوق عرشه لأنك قررت أن العرش والسماء ليس المراد بهما إلا جهة العلو، وقلت المراد من فوق عرشه والسماء ذلك فقد خالفت قول الأوزاعي صريحا، مع أنك لم تقل قط ما يفهم فإن قررت أن السماء في العرش كحلقة ملقاة في فلاة فكيف تكون هي بعد ثم من أين لك صحة هذا النقل عن الأوزاعي وبعد مسامحتك في كل ذلك ما قال الأوزاعي الله فوق العرش حقيقة، فمن أين لك هذه الزيادة؟
ونقل عن مالك بن أنس والثوري والليث والأوزاعي أنهم قالوا في أحاديث الصفات أمروها كما جاءت فيقال له لم لا أمسكت على ما أمرت به الأئمة بل وصفت الله بجهة العلو ولم يرد بذلك خبر ولو بذلت قراب الأرض ذهبا على أن تسمعها من عالم رباني لم تفرح بذلك بل تصرفت ونقلت